تعد عملية نمو واكتمال رئتي الجنين جزءًا حاسمًا من مراحل الحمل، وتلعب دورًا حيويًا في نجاح الولادة الطبيعية والصحية للطفل حديث الولادة. خلال فترة الحمل، تمر الرئتان بعدة تطورات مهمة تؤدي إلى تحضيراتهما لدورها الحيوي في التنفس خارج الرحم.
في الأسابيع الأولى للحمل تقريبًا بين الأسبوع الخامس والسادس، تبدأ أول علامات تشكل الأنسجة الوعائية التي ستكون أساس رئيتي الطفل مستقبلًا. بحلول نهاية هذه الفترة الزمنية، تصبح تلك الخلايا متخصصة أكثر لتشكل البنى المعروفة باسم "الأكياس الحويصلية"، والتي تعتبر الوحدات الأساسية لعمل الرئة فيما بعد.
بين الشهر الثالث وبداية الرابع، يتمتع نمو الرئة بتقدم ملحوظ مع زيادة كبيرة في عدد القنوات الهوائية والأكياس الحويصلية. كما يبدأ إنتاج مادة تسمى "السائل الدهني" والذي يساعد على منع انهيار الأكياس عند نفخها لأول مرة أثناء الشهيق الأول للجرو. هذا الغشاء أيضا يعمل كعازل حراري يحمي رئتيه حتى وقت ولادته.
مع اقتراب موعد الوضع المتوقع، تتوقف وظيفة غدة خاصة موجودة داخل المشيمة تُنتج هرموناً يؤثر سلبياً على حركة الدم عبر شرايين وأوردة الرئة؛ مما يسمح بإنتاج العصارة الصديدية -وهي سائل أحمر يغطّي سطح الأعضاء التنفسية لمنع التصاقاتها-. وذلك استعدادا لطرد الماء الموجودة في الرئة واستبداله بالهواء الخارجي عند الولادة.
بشكل عام، يمكن اعتبار الرئة كاملة النمو نسبيًا حوالي أسبوع 37 من الحمل، ولكنها قد تحتاج بعض الوقت الإضافي للتكيف بشكل مثالي بعد birth أيضًا. لذلك فإن الكثير من الأطفال الذين يولدون قبل الموعد المقرر قد يحتاجون للمراقبة الطبية والمبيت لفترة قصيرة لحين اكتمال تمام تنفسه المستقل.