تعدّ عملية البلعمَة أحد أهم العمليات البيولوجية التي تقوم بها خلايانا؛ فهي الوسيلة التي تمكنها من الدفاع ضد العوامل الخارجية الضارة مثل الفيروسات والبكتيريا وكذلك تنظيف الجسم من الأنسجة القديمة والتالفة. تتضمن هذه العملية عدة مراحل دقيقة تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين مختلف مكونات الخلية. دعونا نتفحص هذه الخطوات المتتابعة بشكل مفصل.
- التقدم نحو الهدف: تبدأ البلعمَة عندما تستشعر الخلية وجود جسيم غريب خارج حدودها. قد يتم هذا الاستشعار عبر بروتينات خاصة الموجودة على سطح الخلية تسمى المستقبلات التي تستجيب للمواد الدخيلة. بمجرد اكتشاف هدف محتمل للبلعمة، فإن الخلية ترسل إشارات إلى عضيّة محددة تُدعى vesicle لكي تقترب منه وتبدأ بالتحرك نحوه.
- تكوين الحويصلة البلعميّة: عند اقترابِ vesicle من الجسيم المستهدف، يمتد القسم الأمامي منها لتشكيل امتداد يسمى pseudopod ("قدمان زائفتان"). يعمل هذا الامتداد كأنبوب طويل ينمو باتجاه الجسيم حتى يصل إليه ويحاصره تمامًا. ثم يقوم بإنتاج غشاء جديد حول الجزء المحصور مما يؤدي لتكوينه ضمن حاوية موحدة تعرف بالحويصلة البلعميّة phagosome .
- دمج lysosome: مرّة واحدة ما تكون فيها الحويصلة البلعميّة مكتملة الشكل، تأتي مرحلة هامة أخرى وهي اندماج lysosome معها. تعدُّ Lysosomes عبارةً عن أجسام صغيرة مليئة بالأنزيمات الهضمية قاعدتها حمضية للغاية، مما يساعد في تصفية المواد غير المرغوب فيها بسرعة وفعالية وكفاءة عالية النسبيّة مقارنة بطرق أيضٍ أخري متاحة لدى الخلايا الأخرى ذات أغراض مشابهة لها. وبمجرد ظهور التربة الحمضية اللازمة داخل الفاغوسوم فان الانزيمات تبدء بازالة كل الاحياء الدقيقة والسائل الخارجي عن نطاق تلك المنطقة ، فتصبح اكثر تركيزآ بكثير ولا يمكن ان تعود مجددآ إلي حالتها الطبيعية اي انه حدث هلاك نهائي لهذه الاغراض المقيدة . وهذا يعني الانتهاء عمليًا للتفاعل بلغماتي ولكن تبقى هناك خطوة اخيرة مهمة :
- إعادة التدوير: بعد انتهاء دور الفاغوصوم وانكماشه تحت تأثير الانزيمات الداخليه واستنفاد افرازاته وجزيئات الطاقة الخاصة باستهلاك المركبات الاجنبيه اصبح الآن بحاجة الي إعادة تدوير مُحتواه لاستخدامه مرة ثانية لأهداف مستقبليه مختلفة فقد تجتمع بعض المنتوجات النهائية الناجمه خلال الصراع السابق مع نظام نقل داخلي لنقلها علي وجه السرعه الي مناطق تخزين اخرى للاستفادة القصوى منها سواء كان ذلك لإصلاح تلف خلويي مباشر أم لدعم عمل وظيفي آخر متعلقا بصناعة مواد خام جديدة موردة للعناصر الاساسية والمغذيات الضرورية لبقاء وانتاج حياة صحيه وشابه الحياه وسليمه كما خلق رب العالمين اول ابناء آدم عليه السلام برحمته الواسعه علي جميع خلقه . وهكذا تكمن عبقرية عمليات البرمون فيما تقدمه لنا من نماذج حيّه لما وصل إليه البحث العلمي الحديث وعظم قدرة الله سبحانه وتعالي في تشكيل واحداث قوانين الحياة وفق مراده عزوجل .