ألم العصب الخامس يمكن أن يمثل تحديًا كبيرًا للحياة اليومية، حيث يؤثر بشكل رئيسي على الوجه ويسبب الألم الحاد والنوبات التي قد تستمر لعدة ثوانٍ فقط لكنها غالبًا ما تكون مؤلمة للغاية. هذا النوع من الألم يأتي من عصب متخصص يسمى العصب ثلاثي التوائم، والذي يحمل الرقم خمسة ضمن الأعصاب القحفية للدماغ. يتميز هذا العصب بتقسيماته الثلاثة الرئيسية المسؤولة عن تغذية مناطق مختلفة بالوجه بما فيها الجبين والعينين والفكين ولثة الجزء الأمامي من اللسان كذلك. كما يشرح الدكتور محمد سماحة، مستشار جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري، فإن فهم طبيعة هذه المشكلة وطريقة التشخيص المناسبة هما الخطوة الأولى نحو العلاج الناجع لهذه الحالة المؤرقة.
تشير تسمية "العصب ثلاثي التوائم" ("Trigeminal") إلى تقسيمات هذا العصب الثلاثة المهمة والتي تغذي المناطق التالية:
- الفرع الأول للعصب يغذي المنطقة فوق العين والجبهة وصولاً إلى قرنية العين نفسها.
- أما الفرع الثاني فهو المسؤول عن تزويد الأنسجة الموجودة حول الخدين والخدين بالتغذية اللازمة.
- أخيراً، يعمل الفرع الثالث على تزويد الفك السفلي بكل احتياجاته بالإضافة لحصة صغيرة من اللثة للسان أيضًا.
غالباً ما تتضمن نوبة ألم العصب الخامس شعوراً مفاجئاً لألم قوي وشديد كالصاعقة الكهربائية ينبعث من الجانب المواجه للأذنين ويتجه نحو مقدمة الرأس عبر أحد تلك التقسيمات الثلاث للعصب حسب الموقع الناتج عنه الإحساس بالألم. إن معرفة مكان مصدر الألم ضروري لتحديد سبب الانزعاج بدقة واتخاذ قرار بشأن أفضل خطوات علاج ممكنة لكل حالة فردية.
وفي سلسلة مقاطع الفيديو العلمية الخاصة بالدكتور محمد سماحة، ستجد معلومات أكثر تفصيلاً وتحليلات عميقة لمختلف جوانب مرض ألَمِ العَصَب الخامس وكيفية التعامل معه بطرق طبية موثوق بها لتحسين حياة المصابين بهذا المرض المستعصي سابقاً ولكن بات بالإمكان الآن التحكم فيه ومعالجته بكفاءة عالية باستخدام العديد من وسائل التدخل المختلفة سواء كانت جراحية أم غير جراحية اعتماداً على شدة كل حالة وجودتها الصحية العامة والموقع الدقيق لنقطة نشوء الضغط المؤدي لإطلاق هجمات آلام العصب المتكررة المؤلمة بشدة.
