لعقود عديدة، كانت النساء الحوامل يُنصحن بتجنب ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة مثل الركض والصعود إلى المرتفعات العالية. ولكن مع تقدم البحث العلمي وتغيّر نظرة الطب الحديث نحو الحمل، أصبح واضحاً أن النشاط البدني الخفيف -مثل المشي- ليس مفيدًا فقط للصحة العامة بل قد يساهم أيضًا في تحسين تجربة الحمل نفسها. ومن بين هذه الأنشطة، يعتبر استخدام السلالم طريقة فعالة وميسورة لتعزيز الصحة أثناء فترة الحمل.
أولاً، يساعد الصعود والنزول على درجات السلم في بناء القوة العضلية بشكل عام. عضلات الجزء السفلي من الجسم، خصوصاً تلك الموجودة في الفخذين والأرداف والمؤخرة، تتطلب طاقة إضافية لدعم وزن الجنين المتزايد خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. هذا يمكن أن يقلل من الضغط الواقع على العمود الفقري ويحد من فرص آلام الظهر التي تواجهها العديد من الأمهات المستقبليات.
ثانياً، يعمل النهوض بالسلالم على تعزيز الدورة الدموية وتحفيز الجهاز الدوري للقلب. وهذا مهم بشكل خاص بالنسبة للحوامل لأن زيادة الوزن والحمل نفسه يمكن أن يؤثران سلبياً على وظيفة القلب والدورة الدموية الطبيعية. بالتالي، فإن النشاط المنتظم كالذهاب لأعلى ولأسفل الدرج يخفض خطر مشاكل صحية محتملة متعلقة بالقلب.
ثالثاً، التسلق على الدرج له دور فعال في التحكم بمستويات السكر في الدم لدى الحوامل المصابات بسكري الحمل أو الذين يعانون من مقاومة الإنسولين. فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الرياضة المعتدلة غير العنيفة -مثل سلالم المنزل كمثال- تستطيع تخفيض مستويات السكر وتعزيز حساسية الإنسولين مما يحسن إدارة مستوى السكر بعد الولادة أيضاً.
وأخيراً وليس آخراً، إن الجمع بين تمرينات الإستقرار والقوة مثل تسلق السلالم وبعض تمارين اليوغا المناسبة للحوامل، يشكل روتين رياضي متنوع ومتكامل. فهو يبقي جسم المرأة نشيط ويمنحها استرخاء ذهني وجسدي ضروريين قبل وبعد عملية الولادة.
ختاماً، يبدو أن الدرج ليس مجرد طريق بديل للمرور منه عند عدم توفر المصعد الكهربائي؛ لكنه وسيلة بسيطة وباهظة الثمن لتحقيق فوائد عظيمة للأمومة الصحية والعافية النفسية والجسدية للسيدات الحوامل.