الوحم هو ظاهرة معروفة لدى النساء الحوامل والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بتغييرات كبيرة في الشهية وتفضيلات الطعام. قد يشعر بعض النساء برغبته القوية في تناول أغذية معينة بينما يمتنع البعض الآخر عنها تماماً. هذا الظاهرة الغريبة ليست فقط نتيجة لتغير الهرمونات، ولكنها أيضا تعكس مجموعة متنوعة من العوامل النفسية والجسدية والعاطفية التي تصاحب فترة الحمل.
تبدأ هذه العملية مع زيادة مستويات هرمون البروجسترون والإستروجين خلال الثلث الأول من الحمل، مما يؤدي إلى تغيرات في حاسة الشم والتذوق لدى المرأة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب الضغوط البيولوجية والنفسية دورًا كبيرًا أيضًا. الدراسات الحديثة تشير إلى أنه ربما يكون هناك ارتباط بين مستوى استجابة الأم للعواطف وأطعمة معينة أثناء حملها.
بالإضافة لذلك، فإن الاحتياجات الغذائية المتزايدة للجسم أثناء الحمل تساهم بشكل كبير في الرغبة الشديدة في أنواع محددة من الأغذية. الجسم بحاجة إلى مزيد من الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والكالسيوم، الأمر الذي يستطيع الدماغ رصده وربطه بالأطعمة التي تحتوي على تلك المغذيات.
في النهاية، الوحم ليس مجرد شعور عشوائي ولكنه رد فعل طبيعي ومعقد للعديد من التأثيرات الجسدية والنفسية المرتبطة بالحمل. فهم هذه الآليات يساعد في توجيه دعم أفضل للأمهات خلال هذه الفترة الحاسمة.
