- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي يتميز بتطور تكنولوجي متسارع، أصبح الشباب أكثر اعتمادًا على الأجهزة الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هذا التحول الرقمي له تأثير كبير على صحتهم النفسية بطرق متنوعة ومتعددة. من ناحية، توفر التكنولوجيا شبكة اجتماعية افتراضية يمكنها تعزيز الشعور بالانتماء والدعم النفسي عند الاستخدام الصحيح. إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى مشكلات مثل الإدمان عليها، القلق، الكآبة، وضعف العلاقات الشخصية الحقيقية.
الفوائد المحتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية:
- التواصل الافتراضي: تتيح وسائل الإعلام الاجتماعية للأفراد البقاء على اتصال مع الآخرين بغض النظر عن المسافات الجغرافية. يمكن لهذه الاتصالات الافتراضية أن تخفف من الوحدة وتعزز الشعور بالإنجاز عندما يشاركون تجاربهم وأفكارهم.
- الدعم العاطفي: العديد من المنصات عبر الإنترنت تقدم أدوات للدعم الذاتي والعلاج النفسي. هذه الأدوات ليست فقط سهلة الوصول ولكن أيضا مجهولة الأمر الذي يشجع بعض الأشخاص الذين يعانون خجل أو خوف اجتماعي للبحث عن المساعدة.
- الوصول إلى المعلومات الصحية: تُعتبر المعرفة حول الأمراض والحلول العلاجية أمرًا مهمًا لصحة الإنسان العقلية والجسدية. توفر الشبكات العنكبوتية الكثير من المحتوى التعليمي حول موضوعات تتعلق بصحتنا العامة وعافية عقولنا.
المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا والصحة النفسية:
- الإدمان والتشتت الذهني: يقضي البعض ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول مما يتسبب بإرهاق العين وعدم النوم جيدا بالإضافة لإضعاف التركيز وانتباه الشخص لما حوله أثناء اليوم الروتيني الاعتيادي.
- زيادة الضغط الاجتماعي: مقارنة الحياة الخاصة بمواقف أخرى تبدو مثالية ومُثَوِرة لدى مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية يُحدث اضطراب نفسي حيث تشعر الغالبية بأن حياتهم أقل قيمة مقارنة بالأناقة الزائفة التي ترى هناك. وهذا يؤثر سلباً علي احترام الذات والثقة بالنفس وقد يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى كالخوف الاجتماعي.
- عزل اجتماعي واقتصادي: رغم أنها تبقي الناس على اتصال دائم لكنها أيضاً قد تؤدي لعزلهم فعليا عن المجتمع الواقعي وبالتالي فقدان المهارات الاجتماعية الأساسية اللازمة لتعزيز المرونة والسعادة داخل البيئة الطبيعية للمحيطين بهم. كما أنها غالباً ما تكون مصاحبة بعوامل اقتصادية تضر بالمشاركة الاقتصادية واحتمالات الحصول علي فرصة عمل مناسبة نتيجة لتفضيل صاحب العمل للعامل الأكثر انخراطاً بدنياً في مكان عمله وليس ذلك المتابعة باستمرار لأخبار العالم الخارجي عبر هاتفه الخلوي!
وفي نهاية المطاف فإن استخدام التكنولوجيا يحمل معه خيارات دقيقة تحتاج لتحكم ذاتي وصرف وقت مناسب واستثمار طاقة ذهنية منتجة بدلاً من استنزاف الطاقة خلال الجلوس لساعات طويلة امام الشاشة دون هدف واضح وملموس يستحق كل تلك الوقت المستقطع .
