في قلب الرحم الدافئ، تبدأ قصة حياة جديدة بكل ثقة وعجيبة. وفي هذا الفصل الرائع من مراحل الحمل، يبدأ الجنين بالظهور ككيان حي أكثر نشاطاً ومتفاعلاً مع البيئة التي يعيش فيها. نستعرض هنا تحديثات مهمة حول حركة الجنين وتطورها في بداية الشهر السادس من فترة الحمل.
منذ اللحظة الأولى لتكوين الخلية المنقسمة، بدأ الطفل الصغير يسبر أغوار عالمه الخاص داخل الرُحم الأمومي. لكن في حوالي الاسبوع الـ25 للمرأة الحامل -أي بداية الشهر السادس بحسب التقويم الغربي- ستشعر العديد من النساء بشعور جديد ومثير للغاية؛ شعور حركية جنينهن لأول مرة. هذه الحركات الاولى التي يشعر بها معظم الآباء هي عادة بسيطة مثل القفزات البطيئة وخفوت الفعل العضلي. قد تكون هادئة جداً لدرجة أنها يمكن أن تمر مرور الكرام وسط الشهور الأولى للحمل والتي غالباً ما تتسم بالتعب والإرهاق الهائلين لدى الكثير من السيدات.
مع تقدم الأسابيع، تصبح حركات الجنين أكثر وضوحا وأكثر تكراراً. تبدأ عضلات الطفل الصغيرة بتشكيل نمط ثابت لحركة الجسم المتقدم بشكل مستمر نحو اكتساب المهارات الحركية اللازمة لإعداد نفسه لهذه الحياة الجديدة بعد الولادة مباشرة. إنه وقت رائع حقًا بالنسبة للأبوين الذين يستطيعون الانخراط بنشاط أكبر في مراقبة طفلهما، سواء كان ذلك عبر فحص الموجات فوق الصوتية المنتظمة أو الشعور بمراقبة تلك التحركات الجميلة من جانب الأم نفسها أثناء محاولة النوم الليلي مثلا!
بمجرد دخولنا إلى آخر أسابيع الشهر السادس، سيصبح التفريق بين أنواع مختلفة من حركات الجنين أمر ممكن حتى بدون الاعتماد على التصوير بالموجات فوق صوتية عالية الدقة. إليكم بعض الأمثلة المشتركة لما يمكن توقعه : الضربات الطفيفة عند منطقة المعدة والتي تشير إلى حركة الأذرع والساقين ؛ "الدوس"، وهو مصطلح شائع يُستخدم للإشارة إلى ضربات القدم الرقيقة ضد الجدار الداخلي للرحم ; ومن ثم هناك التقلصات المؤقتة المصاحبة لنوبات بنوبة مفاجئة من المشاعر المفعم بالإثارة مما يؤدي لسلسلة متواصلة من الهزات القصيرة ولكنها ملحوظة جدًا مقارنة بأنواع أخرى سابقة ذكرت آنفا . إنها تجربة ساحرة بالفعل عندما ترى كيف ينمي جسم صغير كهذا قدرته الخاصة بالحركة والاستجابة للعالم المحيط به تدريجيًا وكيف تنمو شخصيتة وفقاً لذلك منذ بدايات حياته المبكرة للغاية.
وفي الختام فإن معرفتك وفهمك الواضح لهذه المرحلة الانتقالية المهمة لفترة حملك سوف يساعد كثيرا في التعامل النفسي والجسمي المناسب لهكذا موقف حساس للغاية وبالتالي زيادة فرص الاستمتاع بذلك الجزء المثير والمدهش من رحلتك الحياتية ورحلة زوجتك كذلك بإذن الله تعالى.
