- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد حول العالم. هذه المنصات توفر فرصاً للتواصل والتعاون والترفيه، لكنها أيضاً قد تؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية للبعض. هذا المقال سيستكشف التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، مع التركيز على الدراسات التي بحثت في الموضوع وتقديم نظرة نقدية لهذه الآثار.
التحليل الأولي: زيادة الشعور بالعزلة والوحدة
من أهم القضايا المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو شعور بعض المستخدمين بالوحدة والعزلة رغم تزايد عدد الأصدقاء والأتباع عبر الإنترنت. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة "JAMA Network Open"، فإن الاستخدام المنتظم لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من خطر العزلة الاجتماعية بنسبة 67%. يشعر الناس بأنهم أقل ارتباطا بحقيقتهم الحياتية بسبب الوقت الطويل الذي يقضونه أمام الشاشات، مما يؤدي إلى حالة من الوحدة الافتراضية.
### التهديد بالمقارنة والتنافس
علاوة على ذلك، تعد المقارنة المستمرة بين حياتنا وحيات الآخرين الذين نراقبهم على وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً هاماً آخر يساهم في الضغط النفسي السلبي. غالبًا ما يُعرض الجانب المثالي والمتألق للحياة على هذه المنصات، مما يخلق شعورا بعدم الكفاءة والكآبة لدى البعض. كشفت دراسة أخرى أجراها مركز بيو للأبحاث أن أكثر من نصف الشباب الأمريكيين (54%) يعبرون عن مخاوف بشأن تأثير مقارنات الصور والمحتويات الشخصية على صحتهم النفسية.
كما أثارت وسائل التواصل الاجتماعي قلق الباحثين فيما يتعلق بالإدمان. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعية والإدمان عليها وبين مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق. في عام 2019، اعترف منظمة الصحة العالمية رسميًا بإدمان الهاتف المحمول باعتباره اضطرابًا نفسيًا جديداً ضمن التصنيف الدولي للأمراض.
مع كل الانتقادات المذكورة أعلاه، هناك حلول محتملة للتخفيف من تلك التأثيرات السلبية لوظائف التواصل الاجتماعى . مثلاً ، ينصح الخبراء بتحديد فترات زمنيه محدودة للاستخدام اليومي لهذه الوسائط وخفض مقدار وقت الشاشة بهدف تحسين العلاقات الإنسانية الواقعية وتعزيز الرفاه العام والصحة الذهنية للمستخدمين ذوي الرغبات الجادة بذلك . كما أنه ليس بوسع التقنيات وحدها تأمين الأثر المرغوب بدون دعم المجتمع والحكومات للقوانين المناسبة لحماية خصوصيتنا ومحتوى المعلومات الإلكترونية الخاصة بنا ضد سوء استخدام البيانات الشخصية وغيرها الكثير مما أصبح مستحيلا تجنبه حاليا دون اللجوء لمنصة رقمية بطريقة أو بأخرى . لذلك فإن المساءلة الفردية والجماعية ستكون خطوة ضرورية نحو تحقيق توازن ايجابي يستغل فوائد هذه القطاعات الرقمية بصورة مسؤولة تحقق مصالح الجميع بعيدا عما يجلب المشقات والمعاناة للناس وإلحاق الأذى بهم بدنياً وعاطفياً وفكرياً كذلك !