- صاحب المنشور: أحلام اليحياوي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي يتميز بتطور واسع النطاق للتكنولوجيا، أصبح لها تأثير عميق على حياتنا اليومية، بما في ذلك الصحة النفسية. بينما يوفر الإنترنت والتقنيات الرقمية العديد من الفوائد مثل الاتصال المستمر، الوصول إلى المعلومات، والمشاركة الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه قد يسبب أيضاً مخاطر صحية نفسية عديدة.
من ناحية الإيجابيات، يمكن لتطبيقات الصحة الذهنية والأدوات التعليمية عبر الإنترنت تقديم الدعم للمتخصصين الصحيين النفسيين وتوفير موارد تعليمية قيمة حول إدارة القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية الشائعة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشبكات الاجتماعية فرصاً للقاء الآخرين ذوي التجارب المشابهة ومناقشة القضايا المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية. هذا النوع من الدعم المتبادل يمكن أن يسهم في تحسين الصحة العامة للأفراد.
على الجانب السلبي، فإن الاستخدام المكثف لهذه التقنيات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تتعلق بالنوم والإدمان على الشاشة. فوفقًا لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسى, فإن الشباب الذين يقضون أكثر من ساعتين يومياً أمام شاشة غير تلفزيون معرضون لخطر زيادة اضطراب النوم بنسبة تصل إلى 63%. كما تشير الدراسات أيضًا الى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بين المستخدمين المنتظمين لمواقع التواصل الاجتماعي. الاحباط الناجم عن مقارنة الذات مع حياة الأشخاص الأخرى المثالية التي غالبًا ما تُعرض عبر هذه المنصات يعتبر أحد العوامل الأساسية لهذا الارتفاع.
لتحقيق التوازن الحقيقي، يُوصَى باتباع استراتيجيات مثل تحديد فترات زمنية محددة للاستخدام الرقمي كل يوم، اختيار المحتوى المفيد والإيجابي، وتمارين تقوية العلاقة الشخصية والتواصل الشخصي بدلاً من الاعتماد الكلي على العالم الرقمي. كما ينصح أيضاً باستخدام أدوات حجب المواقع الإلكترونية الضارة أو المشتّتة أثناء العمل أو الدراسة.
وفي النهاية، فرغم تحديات التكنولوجيا الحديثة بالنسبة لصحتنا النفسية، هناك الكثير مما يمكن فعله لإدارة تلك التأثيرات وتحويلها لفائدة أكبر. الأمر يتطلب الوعي والحكمة عند التعامل مع الأدوات الرقمية المتاحة لنا جميعاً.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات