تتغير حياة الأم الحامل بشكل ملحوظ خلال الشهر الثاني من حملها، حيث يبدأ الجسم في الاستعداد لاستقبال هذا الزائر الصغير القادم. في هذه الفترة الحساسة، تبدأ الخلايا المتخصصة في تشكيل الأعضاء والأنسجة التي ستكون حيوية لنمو الطفل مستقبلاً. وفيما يلي نظرة مفصلة حول ما يحدث للجنين وللأم أيضًا أثناء الشهر الثاني من الحمل.

مع بداية الأسبوع الخامس، يصل طول الجنين إلى حوالي 6 ملم وقد بدأ بالفعل في اكتساب شكل أكثر وضوحًا. يمكن رؤية عظام الوجه وأجزاء من العيون والجهاز العصبي المركزي خلال الموجات فوق الصوتية. تتكون الأذنان ويبدأ نمو القلب، ويتوقف الأمر الآن فقط على نبضات خفيفة لم يتم سماعها بعد بواسطة جهاز التصوير بالموجات فوق الصوتية.

وفي نهاية الأسبوع الثامن، ينمو الجنين ليصبح بحجم حبة البازلاء الصغيرة تقريبًا، وهو ما يعادل نحو 15 ملم طولا منذ بدء الحمل. تستمر عملية تشكل جميع أعضاء الجنين الرئيسية مثل الدماغ والعينان والفم واليدان والقدمين والكلى والمعدة وغير ذلك الكثير. كما تنشئ المشيمة رابطاً بين دم الأم وحبل السرة الخاص بالطفل لتوفير الغذاء والأوكسجين الضروريان له.

من الناحية النفسية والنفسية للأم، قد تكون هناك بعض التقلبات الهرمونية بسبب زيادة هرمون "الإستروجين" مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بالتعب والإرهاق. بالإضافة لذلك، ربما تواجه بعض النساء تغييرات أخرى مثل غثيان الصباح والتقلّبات المزاجية والإمساك نتيجة للتغييرات الهضمية داخل جسمهن الناجم عن الهرمونات نفسها. إن اتباع نظام غذائي متوازن والحصول على قدر كافي من الراحة أمر ضروري لدعم صحتهم وصحة جنينهن خلال تلك المرحلة المهمة للغاية.

ختاماً، فإن شهر الحمل الثاني يشهد تحولاً هاماً ومدهشاً لكلٍ من الأم وجنينها مع استمرار النمو وتطور الأعضاء الداخلية والخارجية للطِفل المنتظر تحت رعايتهما وداعهما الدائمين.