تتكون كل سن من ثلاثة طبقات رئيسية تلعب أدوارًا حيوية في وظائفها المختلفة. هذه الطبقات هي العاج والقشرة والميناء. دعنا نتعمق أكثر لنفهم بشكل أفضل التركيب المعقد للأسنان وكيف يساهم كل جزء منها في صحة الفم العام.
- العاج: يعتبر العاج الجزء الداخلي الأكثر سمكا من السن والذي يشكل معظم كتلة السن. هذا النسيج اللبني ناعم ودافئ ويمتلئ بالأوعية الدموية والأعصاب. يقوم العاج بدور هام كمحرك للمساعدة في منع فقدان الحرارة والحفاظ عليها داخل الجسم البشري. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعمل كمستقبل للأحاسيس مثل الألم الحاد الناجم عن تعرض الأعصاب الموجودة فيه لتغيرات درجة الحرارة أو الضغط القوي.
- القشرة: تعتبر القشرة الطبقة الخارجية الصلبة للسن والتي تتميز بكثافتها الخفيفة وتكوينها المعدني. إنها مصنوعة أساسا من مادة تسمى الهيدروكسيباتيت وهي نفس المادة المستخدمة لإنتاج الزجاج الطبيعي. تقوم هذه الطبقة بحماية باقي الأجزاء الداخلية للسن ضد التأثيرات الخارجية ومنع تسرب الجراثيم والبكتيريا التي قد تتسبب في التسوس والتلف. تعد صحة وعافية هذه الطبقة مهمتين جدا للحفاظ على نظافة وصحة الفم العامة.
- الميناء: يقع الميناء بين العاج والقشرة مباشرةً ويعد أول خط دفاع طبيعي لطبقة العاج المحمية بالقشرة. يتمتع المينا بمقاومة عالية للتآكل بسبب محتواه المرتفع نسبياً من الأملاح والمعادن مثل الفوسفوريك والكاليسيوم والصوديوم وغيرها الكثير مما يعطي له قوته وصلابته الخاصة. وعلى الرغم من قصر طول هذا الطلاء الواقي إلا أنه يلعب دوراً محورياً في مقاومة الأحماض وتعزيز امتصاص الفيتامينات والمعادن الأخرى الضرورية لصحة الأسنان والفم عموماُ.
بهذه التفاصيل الدقيقة يمكن اعتبار السن نظاماً دقيقاً ومعقداً مليء بالعناصر المترابطة والمهام الوظيفية الهامة لكل طبقاته الثلاثة - العاج والقشرة والميناء -. إن فهم خصائص وأدوار تلك القطع الصغيرة يساعد الأفراد والعاملين الصحيين على تقدير مدى تعقيد هيكل جسم الإنسان وحاجة الاستمرار بالحفاظ عليه وتحسين صحته اليومية.