ترتكز فلسفة العلاج بالألوان على الاعتقاد بأن الألوان لها تأثيرات عميقة وطويلة المدى على الصحة النفسية للإنسان. هذه التقنية غير تقليدية ولكنها اكتسبت شعبية بين خبراء الصحة النفسية بسبب قدرتها على تحسين المزاج واستعادة الشعور بالراحة والاستقرار.
في جوهر الأمر، الألوان ليست مجرد مظهر بصري، وإنما تحمل معاني ودلالات عاطفية قوية يمكن أن تغير حالتنا النفسية بشكل مباشر. هذا ما أكده الدكتور أشرف الصالح، وهو متخصص في الطب النفسي، في برنامجه التعليمي حول "العلاج النفسي بالألوان". وفقاً للدكتور الصالح، فإن الاختيار الدقيق للألوان له دور كبير في خلق بيئات صحية ومساندة للصحة النفسية.
إليك كيفية عمل تلك الظاهرة الطبيعية:
- اللون الأخضر الفاتح والأزرق السماوي: يعتقد البعض أنهما الأكثر هدوءاً وراحة، حيث يمكنهما تخفيف الضغط وتعزيز شعور الاسترخاء. إنها الألوان المثالية لغرفة النوم أو غرفة التدريب الخاصة بالعلاج النفسي.
- الأحمر والبرتقالي: هذه الألوان من النوع "الناري"، ويمكنها أن تستحث المشاعر القوية مثل الغضب أو الإثارة. لذلك، ينصح بعدم استخدامها بكثرة في مساحات العلاج النفسي.
- الألوان السوداوية والحزينة: قد ترتبط ارتباط وثيق بالحزن والكآبة، مما يجعلها أقل اختياراً عندما نتحدث عن بيئة مهدئة للعقل البشري.
- الرمادي: رغم شيوع استخدامه في تصميم المساحات الداخلية، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الانغلاق والإحباط لدى العديد من الناس.
- التأثير الجيد لأضواء الألوان: كما ذكر الدكتور الصالح، يمكن لأنواع محددة من ضوء LED الملون أيضًا تقديم دعم إضافي للاسترخاء والتخفيف من مستويات التوتر.
بالتالي، عند تخطيط بيئة علاج نفسية، يصبح فهم العلاقات بين الألوان والعواطف جزءًا مهمًا من العملية الشاملة لتحسين الصحة العامة والنفسية لكل فرد. دعونا نستغل قوة الألوان لبناء عالم أكثر تناغمًا وكفاءة نفسياً.