يعدّ تقديم تمرٍ للطفل حديث الولادة تقليد قديم متبع منذ العصور الأولى للإنسانية، ويحظى هذا التقليد بشهرة كبيرة خاصةً في الثقافة الإسلامية. يمتلك التمر العديد من الفوائد الغذائية التي يمكن أن تفيد الأطفال الصغار بشكل خاص. يتمتع التمر بمحتوى غني بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية الطبيعية، مما يجعله مصدر غذائي متنوع ومتكامل لاحتياجات النمو المبكرة للأطفال.
أولاً، يحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات الطبيعية مثل الفركتوز والجلوكوز، والتي توفر طاقة سريعة وفعالة للجسم. هذه الطاقة ضرورية لتلبية حاجات الطفلة الرضيع المتزايدة خلال مرحلة نموها الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد محتوى الألياف الغذائية في التمر على تنظيم حركة الجهاز الهضمي لدى المواليد الجدد الذين قد يعانون من مشاكل هضمية بسبب انتقال النظام الغذائي من الأم عبر المشيمة إلى الاعتماد على الغذاء الخارجي بعد ولادتهم.
ثانيًا، يشكل التمر مصدراً هاماً للمعادن الأساسية كالصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهي عناصر حيوية للحفاظ على توازن الشوارد الكهربائية داخل الخلايا وخارجها، وهو أمر بالغ الأهمية لوظائف الأعضاء المختلفة بما فيها القلب والدماغ. كما أنه مصدر جيد لعنصر الحديد الذي يساهم في الوقاية من الأنيميا ومنع فقر الدم بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد - وهو أمر شائع نسبياً نتيجة نقص المدخول اليومي الكافي من الحديد.
وفي السياق نفسه، يعدُّ بروتين التمر أقل مقارنة بنسب البروتين الموجودة بالأطعمة الأخرى؛ لكنه يؤدي دوراً مهماً كمساعد للهضم وعامل تعزيز المناعة ضد العدوى البكتيرية والفايروسية الشائعة أثناء أول فصل حياة الإنسان خارج الرحم. كذلك فهو مملوءٍ بجزيئات مضادات الأكسيجين الحرّة المعروفة باسم "البوليفينولات"، والتي تساهم بحماية خلاياه من الضرر النسبي المرتبط بتطور العمر والإجهاد التأكسدي العام.
بالإضافة لذلك، فإن طريقة تناوله سهلة وبسيطة وملائمة جدا للأطفال الصغار إذ يمكن مزجه مع حليب الثدي حسب رغبته حتى الوصول لرقة القوام المرغوب فيه لطعام الرضاعة البدائية. وعلى الرغم من وجود بدائل أخرى أكثر ثراء بالقيمة الغذائية مثل البيض والحبوب الكاملة وغيرهما إلّا ان مكانة التمر كمصدر آمن ومعتمد تاريخيًا جعل منه خيارا قابلاً للتطبيق عمليا لكل مجتمع بكل حالاته الاقتصادية وظروف حياتيه الخاصة وفق قدرتها على الحصول عليه واستخدامة بطرق مختلفة ضمن ثقافتها المحلية والتقاليد الدينية والعادات الاجتماعية ذات الصلة بذلك الموضوع الهادي للعائلة العربية والتراث الإسلامي القديم نوعا ما.
ختاما وليس انتهاء ، يُعتبر تقديمه كتمر ذو قشرة مطحونة او عصيره المركز كنكهه اضافيه لمنطقة جنوب شرق اسيا وأجزاء اخرى بالعالم له تأثير معنوي كبير أيضًا لما يحمله ذكر ذاك النبات البرى من دلال رمزية جميلة تتعلق بالحياة والخلق والنماء والحياة الجديدة..وهكذا نجد بأن له وجهات نظر عديدة ترقى لحيز الاعتبار فيما يندرج تحت إطار المجال العلمى والصحي وايضا مجال الروابط المجتمعية والقيم الإنسانية المؤمنة بلذة الحياة ..