تعد المرارة جزءًا حاسمًا من الجهاز الهضمي البشري، تلعب دورًا رئيسيًا في هضم الطعام وامتصاص الدهون. وهي غدة صغيرة تقع تحت الكبد مباشرةً وتحتوي على مادة الصفراء التي تساعد في تحلل الدهون إلى أحماض دهنية يمكن امتصاصها بواسطة الجسم. تشريحياً، تتكون المرارة من ثلاث طبقات أساسية: الطبقة الداخلية المخاطية، الوسطى العضلية، والخارجية الغشائية.
وظيفة المرارة المركزية تتمثل في تخزين وإطلاق الصفراء عند الحاجة أثناء عملية الهضم. عندما يدخل الطعام إلى الاثني عشر، ينقبض القناة الصفراوية المشتركة لتوجيه الصفراء نحو الأمعاء الدقيقة. هذا يساعد بشكل كبير في تقسيم الدهون المعقدة وتحويلها لأجزاء أصغر يسهل التعامل معها والاستفادة منها.
ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان، قد تواجه المرارة مشاكل صحية محتملة مثل التهاب المرارى أو حصوات المرارة أو سرطان المرارة. هذه الأمراض تستدعي عناية طبية فورية لأنها إذا تركت بدون علاج فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
التهاب المرارة يحدث نتيجة للبكتيريا أو الفيروسات التي تصيب بطانة المرارة مما يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد خاصة بعد تناول وجبات دسمة. أما بالنسبة لحصوات المرارة فهي عبارة عن تراكم لرواسب كيميائية داخل المرارة ويمكن أن تتسبب في انسداد القنوات الصفراوية. هناك أيضاً خطر الإصابة بسرطان المرارة وهو نوع نادر ولكنه شديد الخطورة من السرطان والذي غالبًا ما يتم اكتشافه فقط عندما يصل إلى مراحل متأخرة بسبب عدم ظهور علاماته المبكرة حتى فترة طويلة نسبياً.
العلاج لهذه الأمراض يعتمد بشكل أساسي على تحديد السبب وخطورة الحالة. الجراحة هي الخيار الأكثر شيوعاً لإزالة المرارة المصابة بحالات مثل حصوات المرارة أو سرطان المرارة بينما يتم استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات. تعد الوقاية أمراً مهماً أيضاً عبر اتباع نظام غذائي صحي يتجنب الأطعمة الدهنية والدهنية ويستعين بالرياضة المنتظمة للحفاظ على وزن مثالي وتقليل مخاطر التهابات وحصوات المرارة.