في مرحلة الحمل المتقدمة، يمرُّ جنينُ الأم بلحظاتٍ مهمّة ومؤثرة تتعلق بحركاته وسلوكه داخل الرحم. ومن بين هذه المراحل الحاسمة يأتي الشهر الثامن والذي يشهد تغيرات ملحوظة في نشاط وتفاعل الطفل مع بيئته الداخلية. ففي هذا الفصل، سنستعرض تفاصيل حول حركة الجنين خلال آخر شهور حملها وكيف يمكن رصد تلك التحولات بصورة واضحة ودقيقة.
مع دخول المرأة للحبل الرابع، تبدأ الأعضاء والأجهزة الرئيسية للجنين باستكمال نموها بشكل كبير ومتكامل تقريباً. ويبلغ متوسط طول الجنين نحو 45 سم ووزنه حوالي 2 كجم حسب منظّمة الصحة العالمية. ومع ذلك، فإن وزن وزمان ولادتها قد يتغيران بناءً على العديد من العوامل الفردية لكل امرأة. وفي الوقت ذاته، تشهد أجسام الأطفال حديثي النمو تحسناً في قدرتهم على أداء وظائف مختلفة مثل التنفس والاستجابة للمنبهات الخارجية كالضوء والصوت القوي. وقد تسمع بعض النساء أصوات غمزوصدق طفلهن لأول مرة عند اقتراب موعد المخاض النهائي لها.
بالانتقال إلى سلوكيات واتجاهات حركة الجنين أثناء الفترة الأخيرة من gravida ، لاحظ الأطباء والمختصون ظهور مجموعة متنوعة من التصرفات التي تعكس تقدمه العقلي والجسدي أيضًا. فقد لوحظ أنه بعد مرور ثمانية أشهر منذ بداية فترة الحمل، ينشغل جنيني بالتحرك بطرق متزايدة المهارة والمعقولية مقارنة بما سبقه سابقاً. فهي ليست مجرد حركات عشوائية أو غير مدروسة كما كانت عليه في الأشهر الأولى؛ بل هي الآن أشبه بممارسات تساعده تدريجيًا على الاستعداد لحياته خارج رحم والديه. فعلى سبيل المثال، سيبدأ معظم الرضع بتوجيه ضربات قوية وانتظامية على جانبي بطن أمّهما والتي توصف عادةٌ بأنها "الكلكلات"، إضافة لإمكانيته لتغيير الوضعيات المختلفة داخل فضائهما المحصور - مثال ذلك جلوس الراكب أو الوقوف والتمدُّد! كل هذه الإشارات تعتبر مؤشرات صحية جيدة لسلسلة تطوّر صحي للإنسانية الصغيرة داخله.
ومن الجدير بالملاحظة هنا دور نظام عصبي كاملاً المنظم لهيئة طفل المستقبل أيضًا؛ فتجد مستشعراته البصرية والسمعية تعمل بنسب متفاوتة ولكن فعاليتها ترتفع نسبياً مقارنة بالأشهر السابقة مما يسمح باكتساب خبرات أولية بسيطة عبر محيط خزان المياه الدافئة لديه حاليًا. بالإضافة لذلك، يتمتع جهاز تنفسه الرئيسي بكفاءة عالية تمكنه من التعامل الآني مع هواء الخارج فور ملامسته للهواء مباشرة بعد نزوله للأرض الصافية. علاوة على الاتصال الشعوري والعصبي المنتشر لدى جميع أجزائه الحيوية الأخرى، كل جوانب جسمه تمر بمرحلة نضج شامل استعداداً للمرحلة التالية وهو الحياة الجديدة خارجه.
بالإضافة لهذه الظواهر الفيزيائية الواضحة، يجدر بنا كذلك النظر للتغيرات النفسية المؤقتة المصاحبة لقرار الطبيعة بالتخلص التدريجي لحالة الخمول الداخلية لصالح المزيد من اليقظة والوعي بذاتها شيئاً فشيئاً وذلك بغرض إعداد نفسه لاستقبال المواقف الواقعية بدلا مما اعتاده منذ اللحظة الاولى في حياة جديدة سوف تحمل معه تحديات لم تكن بالحسبان قط ولو حتى بالأمس القريب!. وبالتالي يستطيع المرء التأكد بان عملية الانتقال من عالم الغمر تحت الماء الى البر سيكون عليها تأثير عميق بلا شك سواء أكانت انفرادية ام اجتماعية فيما يتصل بالنظم الخاصة بإدارة الانسان لعلاقاته الشخصية والإجتماعية وغيرها الكثير أيضا . أخيرا وليس آخرا، يعكس اهتماما جديا وحساسا بالنسبة لما ستؤول اليه مسيرة الأمومة ككل حيث تلعب دورا محوريا مباشر ضمن اطار العلاقات الاسرية ذات الطابع الخاص جدا خاص جدا للغاية جدا جدا!!
