- صاحب المنشور: زهرة بن زيد

ملخص النقاش:
في خضم التحول العالمي نحو اقتصاد رقمي ومستدام يواجه مجلس التعاون الخليجي تحديات كبيرة ولكنها تحمل أيضًا فرصًا غير مسبوقة. هذا المجلس الذي يشمل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت، والذي يتميز بثرواته النفطية الكبيرة، يسعى الآن لتحديث بنيته الاقتصادية لتعزيز القدرة على الصمود والاستعداد للأسواق العالمية المتغيرة. ### التحديات الرئيسية 1. **التغير المناخي**: مع كون دول مجلس التعاون الخليجي معروفة بدرجة الحرارة المرتفعة بالفعل، فإن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الجفاف وأمطار نادرة وقسوة الطقس الشديدة. وهذا يتطلب استراتيجيات جديدة لإدارة المياه وتأمين الإمدادات الغذائية المحلية. 2. **انخفاض الطلب على النفط**: رغم أنها المصدر الرئيسي للإيرادات بالنسبة لهذه الدول، إلا أنه يُتوقَّع انخفاض طلب العالم على الوقود الأحفوري بسبب السياسات البيئية والتوجه نحو الطاقة المتجددة. ويتعين عليهم التنويع بسرعة في القطاعات الأخرى مثل السياحة والصناعة الرقمية. 3. **الموارد البشرية**: هناك حاجة ملحة لتوفير مهارات وظيفية جديدة تتلاءم مع متطلبات السوق الحديثة. بالإضافة لذلك، ينبغي التركيز على تطوير النساء والشباب وتمكينهم للمشاركة الفعالة في سوق العمل. 4. **العدالة الاجتماعية**: مع زيادة الوعي الاجتماعي بين المواطنين الشباب، هناك ضغط مستمر لتحسين الخدمات العامة وضمان تكافؤ الفرص لكافة أفراد المجتمع بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي أو العائلي. ### الفرص المقبلة على الرغم من هذه التحديات، توجد العديد من الفرص الواعدة التي يمكن استغلالها بشكل فعال: 1. **الطاقة الشمسية**: تتمتع معظم الدول الأعضاء بموقع جغرافي يسمح باستغلال طاقات شمسية هائلة مما سيجعلها رائدة عالمياً في مجال توليد الكهرباء بواسطة الألواح الشمسية الضوئية خلال العقود القادمة القادمة. 2. **السياحة**: تمتلك المنطقة تاريخاً غنياً وثقافة متنوعة وجاذبية طبيعية فريدة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم والتي قد تساهم بدور كبير في تحويل تركيبة الدخل الوطني بعيدا عن البترول باتجاه خدمات ذات قيمة مضافة عالية. 3. **الصناعات التحويلية**: تشكل القاعدة العملاقة للأعمال التجارية والحكومة خصائص مثالية لاستقبال الاستثمارات الخارجية وتحقيق نمو صناعي ذو مستوى عالٍ عبر مجالات مختلفة كالأجهزة الإلكترونية والعناية الصحية وغيرهما الكثير حسب كل دولة. 4. **التكنولوجيا المالية Fintech**: يعد الانتقال التدريجي لدفع الأموال رقميا أمراً حتميًا حيث أثبت نجاحه بتقديم حلول مبتكرة تساعد الأفراد والمؤسسات على إدارة حساباتها المصرفية بطريقة أكثر راحة وكفاءة وهو قطاع يحتاج دعم الحكومة لترسيخه كمصدر جديد للدخل للدولة بعد الاعتماد السابق عليها اعتمادا كاملا على إيرادات النفط الخام. إن عملية التحول الحيوية للجسد الاقتصادي لمجلس التعاون الخليجي لن تكون سهلة لكن المكاسب طويلة المدى ستكون واضحة إذا تم اتخاذ الخطوات اللازمة اليوم لبناء مجتمع عصري قائم على اقتصاد شامل ومتنوع ومتطور بيئياً واجتماعياً واقتصادياً أيضاً .