تُعد أجسام مضادات الغدة الدرقية مؤشرات مهمة لعدد من اضطرابات الغدد الصماء الشائعة مثل فرط نشاط وخمول الغدة الدرقية. هذه الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي يمكن أن تتسبب في هجوم الخلايا الذاتية للخلايا الطبيعية في الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى التلف والإعاقة الوظيفية لهذه الغدة الحيوية.
أولاً، نحتاج إلى فهم البنية المعقدة للأنواع المختلفة من هذه الأجسام المضادة، بما في ذلك أجسام مضادات اليود غير المقترن (TGAb) ومضادات الجلوبيولين الدرقائي (TPOAb). ترتبط TGAb بمكونات بروتينات T3 وT4 بينما تستهدف TPOAb الإنزيم الرئيسي المسؤول عن إنتاج هورمون الثايروكسين.
في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية (مرض غريفز)، يشيع ظهور مستويات عالية من كل من TGAB وTPOAB. هذا النوع من الاضطراب يحدث عندما يخطئ الجهاز المناعي ويحرض الاستجابة ضد خلايا الغدة الدرقية الخاصة بك، مما يؤدي إلى زيادة انتاج وتحرير الهورمونات الدرقية أكثر من المعتاد.
على الجانب الآخر، في كسل الغدة الدرقية (القصور), قد تكون المستويات المرتفعة فقط من TPOAB هي المؤشر الأكثر دقة لتشخيص المرض بسبب مقاومتها للعلاج بالهرمونات البديلة. ولكن حتى الآن، لم يتم تحقيق الفهم الكامل لكيفية تأثير هذه الأجسام المضادة بشكل مباشر على وظيفة الغدة الدرقية.
إن التحكم الدقيق في مستوى الأمثل للهورمونات الدرقية أمر حاسم للحفاظ على الصحة العامة. لذلك، يعد قياس وجود وشدة الأجسام المضادة للغدة الدرقية جزءا أساسيا من تشخيص وعلاج العديد من حالات الغدد الصماء. إن البحث المستمر حول آليات العمل والتفاعلات مع الخلايا الأخرى داخل الغدة الدرقية سيساعد بلا شك في تطوير علاجات أكثر فعالية وحداثة لهذه الأمراض.