أصبح ارتفاع مستوى الكوليسترول مشكلة صحية شائعة في العصر الحديث، مما قد يسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، ومن بينها ضيق التنفس. في هذا المقال، سنستعرض العلاقة بين ارتفاع مستويات الكوليسترول واضطرابات تنفسية محتملة.

الكوليسترول هو مادة دهنية تتواجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وهي ضرورية لبعض الوظائف الحيوية مثل إنتاج الهرمونات وفيتامين "د". ومع ذلك، عندما ترتفع نسبة الكوليسترول الضار ("LDL") وتنخفض نسبته الجيدة ("HDL")، يمكن أن يحدث تراكم لهذه المواد الدهنية داخل الشرايين. هذه العملية تُعرف باسم تصلب الشرايين.

تقلص قطر الشرايين نتيجة لتكوين هذه الرواسب يمكن أن يعوق تدفق الدم إلى الرئتين والقلب، مما يؤدي إلى نقص الأوكسجين وتطور حالة تعرف باسم قصور القلب الاحتقاني. إحدى الأعراض الرئيسية لقصور القلب هي ضيق النفس خاصة عند بذل مجهود بدني أو أثناء الاستلقاء بسبب تجمع سوائل الزائدة في الجسم والتي تؤثر أيضًا على سعال الليل وصعوبات النوم.

بالإضافة لذلك، فإن انسداد الشرايين التي تزود عضلة القلب بإمدادات دم غزير - وهو ما يعرف بتصلب الشرايين القلبي- قد يسبب أيضاً نوبات قلبية ومشكلات أخرى متعلقة بالقلب، بما فيها الرجفان الأذيني والذي ينتج عنه خفقان غير منتظم للقلب وقد يشعر الشخص المصاب بذلك بخفقان متزايد وعدم القدرة على أخذ نفس عميق كافٍ.

إن الوقاية والعلاج المناسب لهما أهميتهما القصوى هنا؛ النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل السلمون والمكسرات وزيت الزيتون يساهم بشكل كبير في خفض معدلات الكولسترول السيء وزيادة النسبة الصحيحة منه. كذلك الرياضة المنتظمة تساعد كثيرا للحفاظ علي وزن مثالي وخفض خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

وفي حال تشخيص الحالة بالفعل ، فالعلاج يتضمن عادة الأدوية المخفضة للدهون إضافة لممارسات نمط الحياة الأكثر نشاطا تحت إرشاد الطبيب المعالج. إنها حقيقة لا يقصد منها إلّا التأكيد أنه بينما يعد الكولسترول جزءاً أساسياً للجسم البشري ، الا انه اذا رُفع معدل استخدامه فوق الحدود المقبولة طبياً فقد يستوجب الأمر التدخل العلاجى الفوري لمنع مضاعفات خطيرة مثل ضيق التنفس وغيره من المشاكل التنفسية الأخرى .