يمكن أن تؤثر مستويات الرطوبة المرتفعة بشكل سلبي كبير على صحة الأفراد، وذلك بسبب تعزيز بيئة مثالية لنمو وتكاثر العديد من الكائنات المجهرية مثل العث والبكتيريا والفيروسات، خاصة تلك المتعلقة بالانسداد الرئوي المزمن (COPD) والأمراض التنفسية الأخرى. كما تتسبب هذه الظروف الرطبة في انتشار العفن، والذي بدوره قد يهييج الجهاز التنفسي ويؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: احتقان الأنف والسعال والعطس والصافرة عند التنفس. بالإضافة إلى أنها تخفض قدرة الجسم الطبيعية على التبريد عبر التعرق، وهو ما يعرض الأشخاص لمخاطر صحية متزايدة خلال فترات الحرارة المرتفعة، بما فيها ضربة الشمس.
كما تساهم الرطوبة الزائدة أيضًا في تلف جهاز تنفس الإنسان بصورة غير مباشرة. إذ تعمل على رفع تركيز المواد الكيميائية الضارة في الهواء نتيجة زيادتها لإطلاق غاز الفورمالدهايد ومواد أخرى مقلقة للعواطف كالبنزين وثاني أكسيد الكربون وغيرهما. ولذلك فإن خفض مستويات الرطوبة يعد أمرًا حاسمًا لحماية الصحة العامة. ويمكن تحقيق ذلك بعدة وسائل عملية تشمل:
- ضبط المناخ الداخلي باستخدام المكيفات ذات الوظائف المعاكسة سواء كانت باردة أو دافئة حسب حاجة البيئة الداخلية.
- استعمال الأنظمة الآلية لاستخلاص الرطوبات الزائدة وتوليدها وفق الاحتياجات المحلية لكل مكان.
- تنظيم عمليات التهوئة الدورية بغية طرد الرطوبات المكبوتة وخلق هواء نظيف وصافي داخلياً.
- تطبيق أساليب مبتكرة كالتهوية الميكانيكية لتحسين القدرة الذاتية للنظام البيئي الطبيعي للبيت على التعامل الأمثل مع نسب الرطوبة المختلفة.
- التركيز على مساحة الحمّام تحديداً بإقرار عادة تثبيت مراوح شفط القاذورات فور انتهاء الاستخدام اليومي للحفاظ على نقيّة أجوائه وزوال آثار تداعيات حمامات المياه الساخنة عنه إن وجدت.
وبالتالي ينبغي دائماً الأخذ بالحسبان أهمية مراقبة وتحسين وضعيات وكفاءة نظام الترطييب والتكييف الحراري لمنشآتنا المعمارية وبخاصة المسكون منها حالياً لما لها وقع مباشر فيما يسمى بنمط حياتنا اليومي المعتمد عليه الآن والمستقبلي وفق دراسات مختصة بذلك المجال أيضاً.