• صاحب المنشور: سيدرا بن إدريس
  
  ملخص النقاش:
  مع استمرار تغير المناخ وتزايد انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، تواجه العديد من المناطق الساحلية حول العالم خطر ارتفاع مستوى سطح البحر. هذا الارتفاع الناجم عن ذوبان الصفائح الجليدية وانشطارها بسبب الاحتباس الحراري يهدد بتدمير البنية التحتية والتسبب في نزوح السكان. تتطلب هذه الظاهرة ملحة اتخاذ إجراءات فورية واستراتيجيات فعالة للتكيّف والتعامل مع تأثيراتها المدمرة المحتملة على البيئة البشرية والبنية الأساسية والمجتمع ككل.

إن الأضرار التي قد تلحق بالمناطق المنخفضة نتيجة لارتفاع مياه المحيطات تشمل الفيضانات المتكررة، تآكل الشواطئ، وملوحة المياه الجوفية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الزيادة في مستوى البحر التأثير سلبًا على الثروة الحيوانية والنباتية المحلية، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وموارد الصيد. كما أنها تهدد بإلحاق ضرر بالاقتصادات القائمة على السياحة والسكن العائلي على طول الخطوط الساحلية.

لتخفيف حدّة الوضع الحالي وتهيئة المجتمعات للاستجابة لهذا الخطر المستقبلي المتوقع بقوة، هناك عدة خطوات عملية يمكن اعتمادها:

1. البناء للمستقبل: تصميم وبناء مرافق حيوية مثل محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي فوق مواقع مرتفعة أو داخل مناطق مقاومة للفيضانات.

1. التنقل الذكي بين المناطق: وضع مخططات نقل مبتكرة تربط بين أحياء أعلى وأجزاء أقل عرضة لتأثيرات الطقس، خاصة خلال الأحوال الجوية القصوى.

1. **الزراعة الذكية بيئيًا\": تطوير تقنيات زراعية تعتمد طرق الري الحديثة وتقاوي النباتات التي تتحمل ظروف الملوحة والحرارة المرتفعة.

1. الحفاظ على النظام الطبيعي: الحفاظ على الشعاب المرجانية والأراضي الرطبة وغيرها من النظم الإيكولوجية الواقية والتي تعمل كنظام امتصاص طبيعي للأمواج العالية ومنع الأمواج من اقتحام البر الرئيسي مباشرةً.

1. التوعية العامة وخلق ثقافة الاستعداد: تنظيم حملات تعليمية وشعبية لبناء الوعي العام حول المخاطر المرتبطة بموجة ارتفاع مستوى البحر وكيف يمكن لكل فرد المساعدة في الحد منها عبر تغيير عاداته اليومية وجهوده الشخصية لصالح البيئة.

1. الدعم الفني الدولي والإقليمي: توثيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لتحقيق التعاون المشترك فيما يتعلق بأبحاث العلوم البحرية وتقديم مساعدات تكنولوجية لدول الجزر الصغيرة والدول ذات الكثافة السكانية العالية المطلة على شواطئ متدنية مستوى الأرض مقارنة ببقية دول العالم الأخرى.

لذا، فإن التعامل مع مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر أمر حيوي لحماية حياة الإنسان والاستدامة الاقتصادية لمنطقة ساحلية كبيرة بالعالم برُمَّتها، الأمر الذي يستدعي حلولا مشتركة ذات أغراض طويلة النظر واتباع نهج شامل ومتكامل للإدارة الحكيمة لموارد وثروات المحيط وقدرتنا جميعاً كمجتمع عالمي واحدة لمعرفة كيفية بناء مجتمع أكثر مرونة وجاذبية أمام احتمالات مستقبل غير مؤكد ولكن قابلة للتحكم فيه بدرجة كبيرة بالتخطيط المبكر والشامل الجيد لهذه المعضلة الهائلة!