إن مراقبة تطور الطفل هي تجربة رائعة تُظهر مدى النمو الهائل الذي يمر به خلال السنوات الأولى من حياته. دعونا نستعرض معًا أهم مراحل تطور الطفل، بدءًا من اللحظة التي يولد فيها، وحتى دخوله عالم التعلم الرسمي.
المرحلة الأولى: الولادة - الثلاثة شهور
* النوم والرضاعة: يستهلك حديثو الولادة معظم يومهم بين النوم والرضاعة.
* التواصل المبكر: رغم محدودية رؤيته، فإن الطفل قادر على التركيز جيدًا على الأشخاص الذين هم قريبون منه، وقد يحاول تكرار تعبيراتهم الوجهية. مع مرور الوقت، يتعلم تثبيت رأسه لفترة وجيزة عندما يُمسك بها.
* التفاعلات الصوتية: يمكن سماع أولى محاولاته لإصدار الأصوات عندما يشاهد وجهًا معروفًا، مما يعزز أهمية التفاعلات الاجتماعية المبكرة. بحلول الشهر الثالث، يبدأ الطفل في تحريك يديه وأقدامه واللعب بأصابعه، وهو وقت مناسب لممارسة ألعاب لغوية بسيطة لتحفيز التعلم المبكر.
المرحلة الثانية: الأربعة إلى الستة شهور
* تطور الحركة: تبدأ المهارات الحركية مثل التحكم في الذراعين والساقين بالظهور بوتيرة متزايدة. يتدرب الطفل تدريجيًا على التدحرج والاستلقاء بمفرده وصولاً إلى الجلوس المستقل بنهاية الشهور الستة. تتوافق حركة عينيه الآن بشكل أفضل مع قبضة يديه مما يساعد في تنمية تنسيقه الحركي الدقيق.
* تنميّة الإدراك والبصر: تحسن القدرة البصرية للأطفال بشكل واضح؛ حيث يتمكنون من تمييز ألوان مختلفة لأول مرة. ينمو أيضًا إدراكهم للمحيط حولهم عبر الاستجابات الصوتية والإشارات العاطفية مثل الفرح أو الضيق.
المرحلة الثالثة: السبعة إلى الاثني عشر شهرًا
* الحركة المتقدمة: تجهز تلك الفترة الأطفال للانتقال نحو الزحف والحبو، يلي ذلك الوقوف المؤقت باستخدام الدعم مثل الأثاث. ويعقب ذلك الخطوة المهمّة التالية وهي المشي بدون دعم تقريبًا بحلول السنة الواحدة والنصف. بالإضافة لذلك، يمكن للأطفال اكتشاف عوالم جديدة من خلال لعب الأدوار المحاكاة للمعارف المكتسبة حديثًا.
* لغة وتعبيرات اجتماعية مبكرة: بينما يتقدم طفلك نحو هذه المرحلة العمرية، سيبدأ بفهم مفاهيم أساسية وإظهار المزيد من مستويات التواصل الاجتماعي بما فيها تعلم الاسم الخاص به وعكس ردود فعل إيجابية تجاه الشخصيات المعروفة له.
مرحلة ما قبل الدراسة
* مهارات الحياة اليومية: منذ بداية مرحلة ما قبل المدرسة وما بعد العام الثاني، يكرس الطفل جل اهتمامه لبناء أساساته العملية والمعرفية الأساسية للحياة اليومية. إن تشكيل العلاقات الصداقة وبناء البيئات المناسبة للعب تعد مفتاح نجاح عملية النمو هنا.
* تعزيز احترام الذات: منح الفرصة للقيام بالمهام حسب رغبات أنفسهم يساهم كثيرًا في بناء ثقة الأطفال بأنفسهم وتمكينهم من اتخاذ قرارات بشأن حل المسائل المرتبطة بسلوكهم اليومي وتجارب التعلم الجديدة لديهم. غالبًا ما تكون مرحلة التعلم العددي والألفباء فرصة ممتازة للاستفادة القصوى منها أثناء وجود هؤلاء الأطفال ضمن أجواء احتضان حب العلم الراسختين داخل بيئة منزلتهم الآمنة والممتعة!
فترة المدرسة الابتدائية
* زيادة الذكاء العقلي والفكري: تزدهر الأفكار الناضجة والشوق لاستكشاف الغرائز المعرفية لدى أبنائنا الشباب بالتعليم المؤسساتي النظامي المنتظم المعتمد رسميًا والذي يسمح باستثارة فضولهم الطبيعي للعالم الخارجي الخصيب بالإمكانات الخلاقة اللامحدودة داخله...
هذه مجرد نظرة عامة موجزة لما يحدث خلال الرحلة الطويلة والمفعمة بالعجائب والتي تغطي حياة ابنك/ابنيتك منذ لحظتها الأولى تحت الشمس وصولا لنقطة الانطلاق اللازمة لاتمام الطريق البعيد باتجاه آفاق آفاق الحياة الهادفة المثمرة المُشبعة بالحكمة والقيمة الإنسانية النبيلة حقا إنها حقا ذكرى جميلة يجب الاحتفاء بها بكل الحب والدعم والتشجيع!