يعد التهاب الحلق حالة شائعة تصيب الأطفال وتتسبب عادةً في إزعاج وشعور بعدم الراحة لديهم. يمكن أن ينتج هذا الالتهاب عن مجموعة متنوعة من العوامل مثل نزلات البرد الفيروسية، أو الرشح، أو حتى العدوى البكتيرية. في هذه المقالة، سنتناول بشكل تفصيلي الأسباب الشائعة لالتهاب الحلق عند الأطفال، وأبرز الأعراض التي قد تظهر عليهم، بالإضافة إلى بعض العلاجات المنزلية الفعالة التي تساعد في تخفيف الألم وتحسين حالتهم الصحية.

أولاً، دعونا نفهم سبب تعرض الأطفال للإصابة بتهاب الحلق بشكل متكرر مقارنة بالبالغين. تتميز أجسام الأطفال بأنظمة مناعية أقل نضجًا مما يجعلهم أكثر عرضة للتعرض للفيروسات والبكتيريا المختلفة. غالبًا ما تحدث حالات عدوى الجهاز التنفسي العلوي (URTI) بسبب عوامل خارجية مثل التعرض للمسببات المرضية أثناء الاختلاط بالأطفال الآخرين في الروضة أو المدرسة. كما تساهم البيئات الداخلية الضيقة والمزدحمة أيضًا في انتشار الأمراض بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن الدراسة المبكرة وحتى مرحلة الطفولة المتوسطة.

تشمل أعراض التهاب الحلق لدى الأطفال الحمى الخفيفة، والحكة أو الشعور بالإيلام عند البلع، وصعوبة تناول الطعام والشراب، وقد يعاني الطفل كذلك من صوت همساخ وخشن نتيجة لصعوبات التنفس عبر الأنف المسدود بسبب الاحتقان. وفي الحالات الأكثر شديدة، يمكن للأطفال المصابين بنوع معين من العدوى البكتيرية تطوير عقد لمفية منتفخة مؤلمة حول الرقبة. ومن المهم ملاحظة أنه إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاث أيام دون تحسن ملحوظ، فلا بدّ من زيارة الطبيب للحصول على تشخيص مناسب وعلاج فعال قبل تفاقم الحالة.

والآن لننتقل إلى جانب علاجات التهاب الحلق المنزلي؛ أول خطوة هي تشجيع طفلك على الحصول على قسط كافٍ من النوم واستراحته قدر الإمكان لتسريع عملية الشفاء الطبيعية لجسمه. ثانيًا، قدم له الكثير من السوائل الدافئة كالماء والعصائر المخففة بالعسل (للأطفال الأكبر سنا فقط). تعتبر المحاليل الملحيّة -متاحة تجاريًا أو محلية الصنع باستخدام الماء المغلي والملح- مفيدة جدًا لتنظيف الجيوب الأنفية وغسلها بلطف مما يخفف انسداد مجرى الهواء ويجعل تنفس الطفل أسهل بكثير. أخيرًا وليس آخرًا، يعد استخدام بخاخات رذاذ البحر داخل الغرفة طريقة فعالة لإنتاج هواء مرطب يحافظ على ترطيب بطانة الحلق ونقاط الاستنشاق الأخرى لمنع المزيد من تهيج حنجرة الصغيرة لديك.

ختاماً، وعلى الرغم من كون معظم حالات التهاب الحلق خفيفة ويمكن علاجها بدون دواء صيدلاني خارجي إلا أنه ضروري دائمًا مراقبتها وتوثيق تقدم التحسن عليها بصورة مستمرة. إن اتباع التعليمات والإرشادات المقدمة هنا جنباً إلى جنب مع المشاورات الطبية المنتظمة تضمن سلامة وصحتكِ ولداًكما العزيز!