يواجه العديد من النساء خلال فترة الحمل مجموعة متنوعة من الأعراض غير المتوقعة، ومن بينها الصداع. يمكن أن يكون هذا الشعور بالألم في الرأس مصدر قلق كبير للحوامل بسبب القلق المحتمل بشأن صحتهن وصحّة الجنين. هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى الإصابة بالصداع أثناء الحمل والتي تتضمن الزيادة المفاجئة في مستويات هرمونات الجسم، والتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، بالإضافة إلى نقص بعض العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الأم وجنينها.
تعد زيادة إنتاج البروجسترون والإستروجين أحد أهم العوامل المؤدية للصداع لدى النساء الحوامل. هذه الهرمونات المنشطة للأوعية الدموية تعمل على توسيع الأوعية الدموية مما يسبب الألم في الدماغ. كما تساهم تغيرات ضغط الدم أثناء الحمل أيضاً في ظهور الصداع. كذلك فإن تغييرات مستوى السكر في الدم ونقص المدخول اليومي من المياه والأطعمة الغنية بالمغذيات كالسيلينيوم والمغنيسيوم وفيتامين د يمكن أن يساهم كل منها بشكل فردي أو مجتمعاً في ظهور الصداع.
بالإضافة لذلك، عوامل أخرى خارج جسم المرأة نفسها يمكن ان تلعب دورا أيضا. مثلاً، نقص النوم ومشاكل الجهاز الهضمي كالارتجاع المعدي المريئي وكثرة تنقل الجسم نتيجة لتكوين نمو الطفل داخل الرحم جميعها أمور تزيد احتمالية تعرض المرأة لحالات الصداع during حملها.
لتخفيف حدة هذه المعاناة، ينبغي للمرأة الحامل المحافظة على نظام غذائي متوازن يعزز الصحة العامة للجسم ويحتوي على كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية مع تجنب المقليات والشوكولاتة والكافيين قدر المستطاع. كما يُشدد على ضرورة شرب الكثير مِن الماء واستشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج جديد للعناية بالصحة الشخصية بما فيه المكملات الغذائية وذلك للتأكد أنه آمن للاستخدام أثناء مرحلة الحمل. أخيرا وليس آخرا، تعتبر تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس المنتظمة جزءا أساسيا لتحسين الحالة النفسية والجسدية وتقليل شدة نوبات الصداع عند الحاجة إليها. وبالتزام النصائح سالفة الذكر سيصبح بإمكان معظم النساء الحدّ بشكل كبير من تكرار إصابتهم بهذا النوع من الصداع المرتبط بالحمل والذي عادة ما تزول آثار بعد الولادة مباشرةً.