- صاحب المنشور: الطيب الشرقاوي
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي يتميز بتطور تكنولوجي هائل, أصبح للتكنولوجيا دور بارز ومؤثر في مجالات الحياة المختلفة. ومن بين هذه المجالات يأتي قطاع التعليم حيث أثرت التقنيات الحديثة بشكل عميق ومتعدد الجوانب عليه. فمن ناحية، أدت ظهور الأجهزة الذكية والأنظمة الافتراضية إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات والمعرفة بطرق غير مسبوقة، مما يعزز العملية التعلمية ويوسع نطاقها الزمني والمكاني. يمكن الآن لأي فرد الحصول على دروس وقراءات ومحاضرات عبر الإنترنت بغض النظر عن موقعه أو عمره.
إلا أنه ينبغي علينا أيضاً مواجهة الجانب السلبي لهذه الثورة الرقمية. فقد زاد الاعتماد الكلي عليها من خطر العزل الاجتماعي وتراجع مهارات التواصل الفكري المباشر بين الطلاب وأساتذتهم. بالإضافة لذلك، قد يؤدي الاستخدام المفرط للأدوات الإلكترونية إلى انخفاض التركيز والتشتيت خلال الدورات الدراسية.
التوازن المنشود
لتحقيق أفضل نتيجة للتعليم مع وجود التكنولوجيا الرقمية، يجب البحث في توازن متوازن يستفيد من مزايا كل منهما. هذا يعني استخدام التقنيات لتوفير موارد تعليمية غنية وغنية بالمعلومات ولكن بربط ذلك بحضور فعلي وجسدي داخل الصفوف الدراسية لتحسين المهارات الاجتماعية والبشرية. كما يلعب تدريب الأساتذة حول كيفية دمج الأدوات الرقمية بكفاءة دوراً رئيسياً في تحقيق نظام تعليمي أكثر كفاءة وفاعلية.
وفي النهاية فإن التأثير الإجمالي للتكنولوجيا على التعليم يعتمد بشدة على كيف نقرر استخدامه وكيف نعلمه للاستخدام الصحيح والإيجابي. فالاستغلال الأمثل لها سيفتح أبواب الفرصة أمام جيل جديد من المتعلمين قادرين على مواكبة العالم المتحول باستمرار نحو رقمنة كافة جوانب حياتهم اليومية.