- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
يقف العالم اليوم أمام تحديات أخلاقية متعددة، حيث تتصدر قضايا مثل الهجرة والنزوح واللجوء المشهد الدولي. وفي هذا السياق، يبرز الوضع الإنساني الجلل الذي يعيشه ملايين الأشخاص الذين نزحوا قسراً، خاصة فيما يتعلق باللاجئين السوريين. هذه الدراسة ستستكشف العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تؤدي إلى الظروف الصعبة لهذه الفئة من المجتمع، بالإضافة إلى الدور الذي يمكن للعالم الإسلامي والأمم المتحدة القيام به لتحقيق العدالة الاجتماعية والدعم المستدام للأشخاص النازحين.
التحديات المحلية والدولية لضحايا الحرب الأهلية السورية
بدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كاحتجاجات سلمية ضد النظام الحاكم، ولكنها سرعان ما تحولت إلى صراع مسلح طويل الأمد. أدى ذلك إلى معاناة هائلة للشعب السوري، مما دفع ملايين الأفراد للفرار بحثاً عن السلام والأمان. وفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR)، يوجد أكثر من 6.7 مليون لاجئ سوري خارج البلاد اعتبارًا من نهاية عام 2021، بينما يقيم حوالي 6.8 مليون شخص داخل مناطق سيطرة الحكومة أو المناطق الخاضعة لجهة أخرى.[1]
يتعرض العديد من هؤلاء اللاجئين لتجربة مريرة تتضمن الفصل القسري عن أفراد الأسرة، فقدان ممتلكاتهم والمنازل الأصلية، وخوض رحلات محفوفة بالمخاطر عبر الحدود الدولية للحصول على الحماية. لدى الوصول إلى بلدان اللجوء، غالبًا ما يجد هؤلاء الأفراد أنفسهم بمواجهة تحديات جديدة تتمثل في عدم القدرة على اندماج اجتماعي فعال بسبب الاختلافات الثقافية واللغة وغيرها من العقبات العملية. وقد أثرت جائحة كوفيد-19 أيضًا بشكل ملحوظ على ظروف حياتهم وتسببت في مزيد من التعقيدات المالية والنفسية.[2]
دور الأمم المتحدة والعالم الإسلامي
تلعب المنظمات الدولية الرئيسية مثل الأمم المتحدة دوراً حاسماً في تقديم المساعدات الطارئة والحماية القانونية اللازمة لهذه الفئات المستضعفة. تعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بصورة مكثفة على ضمان حقوق الإنسان والحفاظ عليها بالنسبة لكل فرد نازح سواء كان ضمن نطاق عمل الوكالات الحكومية أو غير الحكومية المختلفة المنتشرة حول العالم.[3] كما تسعى منظمة الصحة العالمية لمنح الأولوية للاحتياجات الصحية لهؤلاء السكان المعرضين لمخاطر صحية كبيرة نتيجة لأوضاعهم الخاصة وضعف بنيتها الأساسية الصحية العامة.[4]
ومن وجهة نظر عالم الإسلام، هناك مسؤوليات واجبة تجاه المسلمين المحتاجين للدعم بأي مكان بالعالم. فتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية تشجع بإبراز أهميتها للسلوك الرحيمي والتضامن بين المؤمنين وبالتالي دعم الفقراء والمعوزين بغض النظرعن موقعهم الجغرافي الحالي.[5][6] ويبدو أنه ليس هنالك أفضل دليل لهذا إلا زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لإسلام بن أبي طالب وأسرته أثناء فترة هجرتهم الأولى نحو الحبشة والتي تعتبر تجسيدا عمليا لحقيقة "إخوانكم".[7] ولذلك فإن الواجب الشرعي يدعو جميع الدول الإسلامية والجهات ذات الصلة بتقديم المساعدة المتبادلة ودور رائد في عملية إعادة تأهيل وإعادة توطين وعمل مستقر لهم حتى يتمكنوا مرة اخرى من بناء حياة كريمة لأنفسهم وعائلاتهن.
المراجع:
[ UNHCR](https://www.unhcr.org/syria-data)
[World Health Organization](https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/refugees
[The Universal Declaration of Human Rights]
[Quran, Surah Al-Ma'idah, Verse 8]