الهبات الساخنة ظاهرة صحية معروفة مرتبطة بشكل رئيسي بانقطاع الطمث عند النساء، إلا أنها قد تؤثر أيضًا على الرجال بسبب عوامل مختلفة. هذه الظاهرة تتمثل في موجة مفاجئة من الدفء والحرارة خاصة في مناطق مثل الوجه والرقبة والصدر مصحوبة بتعرق شديد واحمرار الجلد. سنستعرض هنا مختلف العوامل المؤدية إلى هذا الشعور غير المرغوب فيه.

1. انقطاع الطمث: تعتبر هذه الفترة الأكثر شيوعًا للهبات الساخنة بالنسبة للنساء. أثناء انقطاع الطمث، عندما تبدأ الغدد التناسلية بالإنتاج أقل بكثير من الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون، يمكن أن يحدث اختلال توازن هرموني يؤدي بدوره إلى الهبات الساخنة. عادة ما تبدأ هذه الحالة خلال السنوات الخمس الأولى بعد آخر دورة شهرية ويمكن أن تستمر حتى خمس سنوات أو حتى عشرة حسب حالة كل امرأة.

1. تأثيرات غذائية: تحفز العديد من المواد الغذائية الهبات الساخنة بسبب تأثيرها الحراري أو تأثيرها على مستويات الهرمونيات في الجسم. تشمل الأمثلة الطعام الحاد، والمأكولات عالية الدهون، والأطعمة الغنية بغلوتامات أحادية الصوديوم والمعروفة باسم MSG والتي تستخدم كمحسن للنكهة في العديد من المنتجات المعالجة. كذلك، يمكن للشرب الزائد للكحول والكافيين المساهمة في زيادة تكرار الهبات الساخنة.

1. العادات الشخصية والصحة العامة: تدخين السجائر والسمنة هما عاملان خطر معروفان لزيادة احتمالية تعرض النساء لهبات ساخنة قبل وبعد مرحلة انقطاع الطمث. بالإضافة لذلك، يلعب الجانب الوراثي دورا أيضا إذ إن التاريخ العائلي للحالة قد يزيد الاحتمالية.

1. الأداء البدني والإجهاد النفسي: ممارسة التمارين المكثفة أو الحمى أو رد فعل حساسية قوي يمكن جميعها أن توقظ الجهاز العصبي المركزي وتؤدي لأعراض مشابهة للهبات الساخنة. كما أثبتت الدراسات وجود علاقة بين الضغط النفسي والقلق وخجل الشخص وحدوث تلك الأعراض.

1. اختلالات الهرمونات الأخرى: رغم كون انقطاع الطمث هو السبب الرئيسي المعتاد لهذه الأعراض عند النساء، إلا أنه ليس الوحيد. خلل في هرمون الذكورة "التستوستيرون" يمكن أن يساهم أيضاً في ظهور الهبات الساخنة - وإن كانت نسبة حدوث هذه الظاهرة بين الرجال أقل كثيرا عنها لدى النساء -. مثال عملي على ذلك يستخدم أدوية مثبطة للأندروجينات كمكون أساسي للعلاج الكيميائي لسرطان البروستاتا مما يؤدي لانخفاض مستوى هرمون الذكورة وبالتالي فرصة أعلى لنوبات الهبات الساخنة بحوالي 70-80%.

1. آثار جانبية للأدوية: تناول أنواع محددة من العقاقير الطبية المرتبطة بالأمراض المختلفة -مثل ارتفاع ضغط الدم- قد يtrigger حالات هبات ساخنة إضافية أو يجعل منها أكثر تواترًا.

بشكل عام، بينما تعد الهبات الساخنة جزء طبيعي ومتوقع من مراحل حياة بعض الأفراد، فإنه يوجد عدة خطوات عملية للتخفيف منها بما فيها تغييرات نمط الحياة واستشارة متخصص الصحة بشأن الخيارات العلاجية المناسبة لكل فرد بناءً على حالته الفردية والخاصة بها.