العنوان: "التأثير المعقد للذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية"

في عصر الثورة الصناعية الرابعة، غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. حيث تؤثر هذه التكنولوجيا المتقدمة على مختلف جوان

  • صاحب المنشور: باهي بن عمر

    ملخص النقاش:

    في عصر الثورة الصناعية الرابعة، غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. حيث تؤثر هذه التكنولوجيا المتقدمة على مختلف جوانب المجتمع، ومن بينها سوق العمل والتوزيع الجغرافي للوظائف. يسلط هذا المقال الضوء على التأثيرات المزدوجة والمتشابكة لذكاء اصطناعي على فرص عمل الأفراد حول العالم.

تأثير ذكاء اصطناعي على فقدان الوظائف

من ناحية، أثبتت دراسات متعددة أن بعض المجالات قد تشهد انخفاضًا ملحوظًا في عدد العاملين نتيجة الاعتماد الكبير على ذكاء اصطناعي. فمثلاً، يمكن لأدوات الرؤية الحاسوبية واستخراج البيانات الآلي التحليل أدوار مثل موظفي الدعم الفني والمراقبين الأمنيين ومحللي السوق وغيرهم ممن تقتصر أعمالهم أساساً على مهمّات روتينية قابلة للتكرار بالكامل تقريبًا بواسطة برمجيات مدربة خصيصًا لهذا الغرض. ويُطلق على ذلك مصطلح "استبدال الإنسان". وفقًا لتقرير صدر عام ٢٠١٩ عن مؤسسة PwC العالمية للاستشارات المالية، فإن حوالي ١٥ مليون وظيفة ستختفي بحلول العام 2030 بسبب تطورات تكنولوجية حالية ضمنها تلك المرتبطة بذكاء صناعي.

فرص جديدة وخلق قيمة جديدة

لكن الأمر ليس كلّه سوداوي، إذ يشكل الذكاء الاصطناعي أيضاً بداية لعصر جديد مليء بالإمكانات الهائلة لحلول مبتكرة وتعاون أفضل. فهو يعيد تعريف شكل العمل التقليدي لصالح نماذج أكثر مرونة وقدرة أكبر على تحقيق الكفاءة التشغيلية. إن دمج تكنولوجيا AI مع مهارات بشرية فريدة وحساسيتها لإدارة العلاقات الاجتماعية يسمح بتشكيل مسار جديد للمهن غير المسبوقة والتي تتطلب خبرات بشريّة فلا يمكن تعويضها بوسائل آلية وحدها. وهذه النوعية الجديدة من الأعمال ترتكز عليها الشركات الناشئة التي تعتمد حرصا شديدا لاستخدام قوة الذكاء الاصطناعي مما يخلق عرض عمل متنوع ومتنامٍ وبالتالي يقوّي الاقتصاد المحلي ويعزز رفاهية القطاعات الأخرى ذات الأنشطة البدنية المكثفة كالزراعة مثلا أو خدمة العملاء الشخصية وما شابه ذلك.

الخاتمة والاستنتاجات الأولية

وفي النهاية، يبقى تأثير الذكاء الاصطناعي موضوع بحث مستمر نظراً لما يحمله المستقبل من تحديات واحتمالات كبيرة لم تعد محصورة داخل حدود الوطن الواحد بل تجاوزتها إلى مستوى عالمي شامخ. بالتالي، وجب استعداد القوى العاملة للعولمة عبر احتضان المهارات الرقمية وتحسين القدرة التعلم مدى العمر بالإضافة لتوفير دعم حكوماتي مناسب لمساعدة الانتقال بسلاسة نحو اقتصاد رقمي قائم بدرجة أساسية علي الأدوات العملية المدعومة بالذكاء الصناعي.


عبدالناصر البصري

16577 בלוג פוסטים

הערות