التحليل الجيني باستخدام الحمض النووي، المعروف اختصاراً بتحليل "دي إن إي"، يعتبر أحد أكثر التقنيات الطبية تقدماً وأثراً في مجال الطب الحديث. يُعد دي إن إي، وهو اختصار لكلمة "Deoxyribonucleic Acid"، الشفرة البيولوجية التي تحدد خصائص كل كائن حي تقريبًا. تتكون هذه المادة الوراثية من أربع قواعد أساسية هي الأدينين، الغوانين، السيتوزين، والثايمين، والتي ترتيباتها المتنوعة تشكل ما يعرف بالشيفرة الوراثية الخاصة بكل فرد.

يُستخدم تحليل دي إن إي لأغراض متعددة أهمها تحديد العلاقة بين الأفراد، مثل إثبات أبوة الطفل، وكشف أنواع مختلفة من التوأمة، بالإضافة إلى حل بعض الجرائم البوليسية. أيضًا، قد يساعد هذا النوع من التحليلات قبل الزواج والإنجاب في حالات وجود تاريخ مرضي وراثي معروف داخل الأسرة. علاوة على ذلك، يمكن استخدام تحليل دي إن إي لتشخيص اضطرابات معينة أثناء الحمل عبر فحص عينات السائل الأمينوسي أو زغابات المشيمة.

لتحقيق هذه العملية الدقيقة، يتم جمع عينة من أنسجة الجسم مثل الدم، الشعر، اللعاب، أو السوائل الأخرى ذات الصلة. بعد جمع العينة، تخضع لعزل وتقطيع الحمض النووي قبل فصلها كهربائيًا حسب الأحجام المختلفة للقواعد الموجودة فيه. ثم تتم دراسة التركيبة النهائية للتحليل لتقديم معلومات حول الصحة العامة والموروثات الجينية للأفراد محل الدراسة.

إن طيف الاستخدام الواسع لتحليل دي إن إي يعكس مدى تأثيره الكبير على الرعاية الصحية الشخصية والتشخيص المبكر للأمراض الوراثية.