- صاحب المنشور: سهيلة المسعودي
ملخص النقاش:
### التحديات الأخلاقية الناشئة عن الذكاء الاصطناعي: دراسة متعمقة
مع تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة، أصبح العالم اليوم يواجه مجموعة معقدة ومتنوعة من القضايا الأخلاقية. هذه التكنولوجيا المتقدمة التي تسعى إلى محاكاة القدرات العقلية البشرية مثل التعلم والتخطيط والإبداع والتفكير التحليلي تخلق تحديات فريدة لم يتم مواجهتها من قبل. تتضمن بعض هذه التحديات الأساسية كما يلي:
- الخصوصية والأمان: أحد أكبر المخاوف هو كيفية حماية بيانات الأفراد الشخصية عند استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. هناك خطر محتمل للاستخدام غير اللائق لهذه البيانات، مما قد يؤدي إلى انتهاكات خصوصية واسعة النطاق وتسرب المعلومات الحساسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد الزائد على الأنظمة الآلية يمكن أن يعرض الأمن السيبراني للخطر ويجعل الهجمات الإلكترونية أكثر احتمالية وأشد تأثيرًا.
- عدالة النظام: يجب تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة وخالية من التحيز. إذا تم تدريب هذه النماذج باستخدام عينات بيانات تحتوي على تحيزات موجودة بالفعل في المجتمع، فقد تعكس تلك التحيزات في قراراتها واستنتاجاتها. وهذا يمكن أن ينتج عنه نتائج غير عادلة أو حتى تمييز عنصري أو جنسي أو اجتماعي.
- وظائف العمل والمستقبل الوظيفي: يُخشى أيضاً بأن يخلف تقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الأشخاص من خلال القيام بمهام كانت تُعتبر سابقاً خاصة بالإنسان وحدَهُ؛ كالجراحين والمعلمين والمعقبين القانونيين وغيرهم ممن سيضطرون ربما للتأقلم مع واقع جديد حيث يتولى الروبوت معظم الأعمال اليدوية والفكرية التقليدية. ولكن الجانب الآخر لهذا الاحتمال يكمن فيما يسميه البعض "إمكانية الحصول على وظائف أفضل"، أي أنه رغم الدمار المحتمل لبعض القطاعات، إلا أنها ستخلق فرص عمل جديدة ومختلفة تمام الاختلاف عبر توسيع مجالات البحث العلمي والصناعة الرقمية وما شابههما.
- العواطف والحكم الإنسانية: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي فهم مشاعر الإنسان وعواطفه؟ القدرة على إدراك المشاعر الإنسانية هي جانب أساسي مهم جدًا في أخلاقيات المهنة وفي اتخاذ القرار الصائب، وهو أمر ليس بالسهل بالنسبة لنظام كمبيوتر ذكي. لذا يبقى المستقبل مجهولا حول قدرته الفعلية لفهم الجوانب المعنوية والنفسية للمشاكل المعقدة التي تواجه مجتمع البشر منذ القدم.
- مسؤولية التصرفات: عندما تصبح الأجهزة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قادرة على صنع خيارات واتخاذ إجراءات ذات تأثيرات هائلة - كالسيارات الذاتية القيادة مثلا- يقابل هذا الأمر جدالا مستمرا بشأن المسؤول الذي يحاسَب قانونيا حال حدوث خطأ أثناء التشغيل؟ هل سيكون المصمم أم المنفذأم المستخدم نفسه ؟ وبالتالي كيف تتم تغطيت الحقوق المدنية والقانونية للأشخاص الذين تتأثر حياتهم بإجراءات نظام آلي؟ وهذه ليست قضية نظرية بعيدة كل البعد بل مسألة واقعية ظهرت بقوة مؤخراً بعد حادث سيارة فولكسفاغن الشهير سنة ٢٠١٥ والذي اتهم فيه البرنامج المسؤول الرئيسي بالتسبب بالموت .
هذه الأمثلة توضح فقط جزء بسيط مما يشكلونه المسائل الأخلاقية المرتبطة بكيفية تطوير وتحقيق الاستفادة القصوى من تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي دون تجاوز الحدود والاستغلال الضار لحقوق الأفراد والجماعة. إن إدارة التحديات الأخلاقية المشار إليها أعلاه تستوجب توفر قوانين وقواعد وضوابط واضحة ومراجعة دورية لها وكذلك ثقافة ووعي عام يساهم بالحفاظ على مصالح