تعاني العديد من النساء من الحكة أثناء فترة حملهن، وهو أمر شائع ويمكن أن يحدث بسبب عدة عوامل مختلفة. يمكن تصنيف هذه الحكة إلى نوعين رئيسيين: النوع الخفيف والشديد. سنناقش هنا كل نوع وأسبابه وكيفية التعامل معه بطريقة آمنة وصحيحة.
الحكة الخفيفة أثناء الحمل هي ظاهرة شائعة تحدث نتيجة لتغيرات هرمونية طبيعية، بالإضافة إلى تمدد الجلد بسبب نمو الجنين. يمكن أن تشمل هذه الحكة مناطق مثل البطن والوجه والعنق والصدر والمساحات بين التجاعيد الجلدية. في بعض الحالات النادرة، قد تعاني المرأة لأول مرة من حالات مثل الأكزيما أثناء حملها.
أما بالنسبة للحكة الشديدة أثناء الحمل، فهي غالبًا مؤشر على حالة طبية تسمى "الركود الصفراوي"، والتي تحتاج عناية فورية من مصادر طبية متخصصة. يحدث هذا عندما يواجه الجسم صعوبة في التخلص من الأملاح الصفراوية المنتجة بواسطة الكبد، مما يؤدي إلى تراكمها وتسبب شعور شديد بالحكة. تلعب الهرمونات - خاصة الإستروجين - دورًا مهمًا في هذه الحالة، إذ قد تؤثر على وظائف المرارة والكبد، وبالتالي تعطيل عملية تفريغ الصفار. عادة ما يحدث الركود الصفراوي في الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل وغالبًا ما يشمل جميع أنحاء الجسم ولكنه أكثر شيوعًا في اليدين والقدمين.
بالنسبة للتعامل مع الحكة الخفيفة أثناء الحمل، إليك بعض النصائح المفيدة: ارتدي ملابس قطنية فضفاضة؛ استخدمي المرطبات لتسكين الحكة؛ تجنبي مواد التجميل ذات الروائح القوية؛ استخدمي مناشف ناعمة للجفاف برفق وليس فركًا؛ قللي تعرض بشرتك لأشعة الشمس مباشرة؛ جربي منتجات الشوفان وحليب الشوفان لتحسين ترطيب البشرة.
إذا كنتِ تعانين من حكة شديدة مرتبطة بالحمل، فقد يحتاج الأمر للعلاج الطبي. اعتمادًا على خطورة حالتك، قد يقترح طبيبك دواءً محددًا لإدارة الأعراض. أحد الأدوية المستخدمة هو حمض أورسوديوكسيكوليك (Ursodeoxycholic acid) والذي يساعد على تحسين إفراز الصفراء والحكة. أيضًا، هناك كريم المنثول الذي يعمل كمهدئ لحروق الشمس ولم يتم اكتشاف أي مخاطر محتملة لاستخدامه خلال فترة الحمل حتى الآن حسب الدراسات المتاحة لنا اليوم.
تذكر دائمًا أنه من الضروري التشاور المبكر مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا لاحظت أي تغيرات غير اعتيادية سواء كانت حكة خفيفة أو شديدة أثناء حملك.