- صاحب المنشور: عفاف الغزواني
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقاشاً عميقاً حول مفهوم "الإعلام الحر" ومن خلاله تم التركيز على ازدواجية الواقع بين الادعاء بالحريات الإعلامية وبين القيود المفروضة عليها بسبب المصالح السياسية والاقتصادية. بدأ النقاش بتقييم مؤسسة طه بن جلون بأن الإعلام الحالي يعمل ضمن حدود تحددها السلطات المسيطرة، مما يجعله أقل تمثيلًا لحاجات الشعب ورغباته الحقيقية. وهذا لا يعد تناقضًا فحسب بل أيضًا يعوق تحقيق إعلام مستقل وموثوق.
ثم دخلت شخصية عفيف بن علية مؤكدًا أنه بينما تؤثر الهيئات القوية بالفعل في الخطاب الإعلامي التقليدي، فقد فتحت منصات التواصل الاجتماعي مجالًا أوسع للتعبير الحر. لكن هذا ليس بلا مشاكل حيث تغذي الخوارزميات الرأي العام وتتحكم فيه. ويتعين تعاون المجتمع الفردي والجماعي لاستعادة جوهر الإعلام الحقيقي.
أشارت وسيلة بن توبة إلى الارتفاع الكبير لوسائل التواصل الاجتماعية كبديل للإعلام الرسمي. وعلى الرغم من أنها ليست كاملة، إلا أنها توفر بيئة منفتحّة لمزيدٍ من الاتجاهات والتي ربما تقترب من جوهر الإعلام الحقيقي. هنا يأتي التحدي الرئيسي؛ وهو تأمين موثوقية المعلومات وتحقيق نبرة مقبولة داخل هذه المنصات الجديدة.
وتابع تيمور بن عزوز موضحا أنّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون مجانيا نسبياً لكنه أيضا مدفوع بشدة بواسطة الحكومة والشركات التجارية لتشكيل توجهات الرأي العام. لذا فالاستقلال الحقيقي وصدق المعلومة هما مطلبان أساسيان يجب العمل عليهما ضد سلطة التحكم الخارجي.
وفي السياق نفسه، تحدث غسان البلغيتي عن ضرورة تنظيم الذات لمواجهة التدخل الخفي للأيديولوجيات المختلفة على الإنترنت. ويؤكد على دور الأفراد والمجموعات في بناء نظام اتزان ضد المؤثرين الأقوياء خارجيين.
وكانت رؤية عيسى البارودي مشابهة لرؤية تيمور فيما يخص مخاطر الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الحديثة بدون رقابة دقيقة لمصادره وتحققه منها. وفي الجانب الآخر، أعربت بلقيس التونسي عن اعتقادها بصعوبة اغتنام الأفراد لمكانة تكافلية في ظل وجود جيوش مجهزة جيدا للدعاية والإعلام المضلل بدعم رسمي وهيكلي هائلين.
وأخيراً ركز غسان البلغيتي مرة أخرىعلى قدرتِ شعب عند الاتحاد والاستعداد للتصدي لقوى خارجية مهما بلغ حجمها -الأفكار والعقول البشرية قادرة على إنتاج تغييرا حقيقيا وخلال فترة قصيرة -.
عبدالناصر البصري
16577 Blogg inlägg