- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تحولات بارزة في استراتيجيتها التنموية. هذه التحولات لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل شملت أيضاً دور المرأة السعودية الذي أصبح أكثر بروزاً في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية. ضمن رؤية 2030، تم التركيز بقوة على تعزيز مشاركة النساء في القوى العاملة وخلق فرص متكافئة لهن لتحقيق طاقتهن الكاملة.
المساهمة الاقتصادية للمرأة السعودية:
- العمل الرسمي: وفقًا لبيانات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى حوالي 34% بحلول نهاية عام 2022. هذا الرقم يشهد تقدمًا ملحوظًا مقارنة بأرقام العقد الماضي حيث كانت نسبتها أقل بكثير. العديد من الوظائف التي كانت تعتبر تقليدياً "رجالية"، مثل الهندسة والتكنولوجيا والحكومة، بدأت تشهد تواجد أكبر للمرأة.
- الريادة الأعمال: بدأ عدد الشركات التي تديرها نساء يزداد بشكل كبير. الحكومة توفر الآن الدعم والمبادرات الخاصة بالرائدات الأعمال لتشجيعهن على خلق مشاريع جديدة وتوسيع تلك الموجودة بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة واضحة في استخدام التقنية الرقمية والأعمال التجارية الإلكترونية بين رائدات الأعمال السعوديات.
- التدريب والتطوير المهني: يتم حاليًا تقديم برامج تدريبية مكثفة للنساء بهدف رفع مهاراتهن وخبراتهن العملية. بعض الجامعات الحكومية والخاصة خصصت دورات دراسية وبرامج أكاديمية تستهدف تطوير قدرات المرأة العلمية والإدارية مما يساهم باستمرار في نموها الشخصي والمهني.
التأثير الاجتماعي والثقافي:
بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي الواضح، فإن وجود المرأة في مجالات عمل متنوعة يؤدي أيضًا إلى تغيرات اجتماعية وثقافية مهمة:
- تحسين الصورة المجتمعية: بتزايد ظهور النساء في المناصب القيادية والشخصيات العامة، تتغير الصورة النمطية للأدوار الجنسانية التقليدية داخل المجتمع. يُنظر إليها اليوم كزميلة قيمة ومبدعة قادرة على تحمل المسؤوليات الكبيرة.
- تعزيز التعليم: عندما تكون الأمهات يعملن ويشاركن بنشاط في الحياة العملية، غالبًا ما يعكس هذا الشعور لدى الأطفال أهمية التعليم والحصول عليه. وهذا يمكن أن يساعد في تحقيق مستقبل أفضل لهم وللمجتمع عموماً من خلال الارتقاء بمستويات المعرفة والقراءة والكتابة.
- تمكين المرأة: عندما تضاعفت الفرص المتاحة أمام المرأة، زادت الثقة بالنفس لديها واستقلاليتها المالية والعقلية أيضا. هذا يسمح لها باتخاذ قراراتها بحرية أكبر والاستثمار بشكل فعال في حياتها وأسرتها ومجتمعها الأكبر.