- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة. ولكن هل هذه التكنولوجيا الحديثة لها تأثيرات إيجابية فقط؟ الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة قوية بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والمشكلات الصحية النفسية لدى الأطفال والمراهقين.
من جهة، توفر مواقع مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر فرصًا للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بعيد المسافات. كما يمكن استخدامها كوسيلة لتعلم ومعرفة جديدة. لكن، الجانب السلبي يتضح عندما يتعلق الأمر بالاستخدام الزائد لهذه المنصات. الضغط النفسي الناجم عن المقارنات المستمرة بأسلوب الحياة المثالي الذي يتم عرضه عبر الإنترنت قد يؤدي إلى شعور بالإحباط والقلق والاكتئاب.
تأثير مقاييس "الإعجاب"
المقياس الرقمي للإعجابات أو اللايكات يصبح محور التركيز لكثيرٍ من المستخدمين الصغار. هذا التركيز المتزايد على قبول الجمهور الخارجي يمكن أن يخلق ضغطاً شديداً للظهور بمظهر مناسب ومقبول اجتماعيًا. وهذا بدوره قد يساهم في تطوير مشاعر عدم الثقة بالنفس والخجل والسلوكيات غير الصحية لإرضاء الآخرين.
التعرض للمحتوى العنيف والجريء
لا تخضع المحتويات الموجودة على الإنترنت عادة لنفس مستوى الرقابة مثل تلك الموجودة في الوسائط التقليدية. لذلك فإن الأطفال والمراهقين معرضون لمواجهة محتوى مؤذي جسديًا وعاطفيًا، مما يعزز المخاطر المتعلقة بتغييرات الحالة المزاجية والأفكار الانتحارية عند بعض الفئات العمرية الضعيفة.
الحلول والحماية
لتقليل الآثار السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي، ينصح باتخاذ إجراءات متعددة. الأول هو وضع حدود واضحة لاستخدام الجهاز المحمول داخل المنزل وأثناء فترات النوم. ثانيًا، الحوار المفتوح والصادق حول مخاطر الانترنت واستخدامه بطريقة صحية أمر ضروري جدًا سواء كان ذلك مع طفلك أو تلميذك.
الخاتمة
بينما نعترف بأن فوائد تكنولوجيا المعلومات والتواصل كبيرة ومتنوعة، إلا أنه يجب التعامل بحذر أكبر فيما يتعلق باستخدام الأطفال والمراهقين لهذه المنصات. التعليم المستمر حول الاستخدام المناسب، بالإضافة إلى دعم الخدمات العلاجية المهنية عندما تكون هناك حاجة إليها، هما الأساس لمنح الشباب الفرصة للاستمتاع بفوائد العالم الرقمي دون الوقوع تحت وطأة الضرر النفسي.