يتمتع اضطراب الوسواس القهري (OCD) بنطاق واسع من العلاجات المتاحة، سواء كانت سلوكية معرفية أو علاجات دوائية. فيما يلي نظرة معمقة حول إحدى الفئات الرئيسية للأدوية المستخدمة لمعالجة OCD - مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية هي فئة شائعة الاستخدام من الأدوية والتي تعمل أساسا عبر رفع مستوى الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ. هذا النوع من الأدوية تم تصميمه خصيصا لتوفير دعم فعال ضد الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري بالإضافة إلى حالات الاكتئاب.
من الأمثلة البارزة لهذه المجموعة كلوريمبرامين، فلوفوكسامين، سيرترالين، سيترالين، وفلوكستين. هذه الأدوية يمكن أن تكون نقطة انطلاق جيدة للعلاج الدوائي لأنها غالبًا ما توفر نتائج ملحوظة عند البدء فيها وتحمل أيضًا نسبة كبيرة من احتمالية تحمل الجسم لها.
إذا لم تحقق SSRIs التأثير المرجو بعد فترة زمنية مدتها حوالي ثلاث شهور منذ بدء العلاج، فقد يقترح طبيبك إضافة نوع آخر من الدواء يعرف باسم مضادات الذهان. رغم كون اسمها يشير إلى أنها تستخدم عادة لعلاج حالات ذهانية مثل الفصام، إلا أنه غالبا ما يستخدم منها حبوب الريسبريدون والهلوبيريدول كمكمِّلات لدعم قدرة SSRIs. ومع ذلك، لا ينصح باستخدام مضادات الذهان وحده كعلاج أولي لـ OCD ولكن فقط عندما تفشل SSRIs في تحقيق تقدم ملحوظ.
عملية تحديد أفضل عقار لك تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل الشخصية والعلمية. وذلك يشمل رد فعل جسمك الخاص تجاه الدواء، الجدول الزمني للتغيرات المرغوبة، والتفاعلات المحتملة مع أدويتك الأخرى أو النظام الغذائي لديك. هنا تأتي أهمية التواصل الصريح والشفاف مع محترف الرعاية الصحية حول تاريخك الصحي وعاداتك اليومية حتى يتمكن من تقديم الخطة العلاجية الأنسب لحالتك الخاصة.
ومن الضروري أيضا مراقبة أي آثار جانبية محتملة للدواء وتسجيلها وتقديم تقرير عنها لأخصائيك الطبي. وقد تشمل الآثار الجانبية لنوعيات SSRI الصداع، الغثيان، زيادة الوزن، وعدم الشعور بالنعاس. وبينما تعد معظم هذه الآثار مؤقتة ومحدودة لكنها تستحق الاهتمام والحذر أثناء التعامل معهن.
بالإضافة لذلك، يجب التنبيه إلى احتمال وجود تداخلات بين العديد من أنواع الادوية بما فيها تلك المستخدمة في طب النفس والثقافية المغذية والمكونات الطبيعية مما يؤكد مجدداً ضرورة إبقاء الطاقم الطبي مطلعاً ومتابعاً باستمرار لكل جوانب نظام حياة المريض. بينما يعد انتحار الذات أقل شيوعا بكثير بين مستخدميين SRSSs فهو أمر قابل للحدوث خاصة خلال الفترة الأولى من بدء العلاج ولذلك يجدر بنا التركيز عليه واستباقه بتوجيه مرضانا نحو البحث عن المساعدة المؤكدة حين الشكوك تطرأ عليهم بشأن صحتهم العقلية العامة وصحة خيارات الحياة لديهم عموما.
وأخيرا وليس آخرا، الكثير ممن يتصورون بأن ادويتنا المضادة للتوترك والتوتري قابلة للإدمان مخطؤون تمام المخاطاة؛ فهي ليست إدمانية بل إن توقيف جرعتها المفاجئ قد يؤدي لبعض اعراض انسحاب الأعراض التي قد تبدو مزعجة لمن يرغب بإيقاف العلاج مبكر جداً بدون الرجوع لاستشارتنا الطبية المباشرة والمعروفة بحنكة ونباهتها دائماً بالتأكيد!