الغدد الصماء هي جزء حيوي من جسم الإنسان المسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تنظم العمليات الفسيولوجية المختلفة مثل النمو والتطور والتكاثر والاستقلاب. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي خلل هذه الغدد إلى مجموعة متنوعة من الحالات الصحية المعروفة باسم أمراض الغدد والهرمونات. سنستعرض هنا بعض الأمثلة البارزة لهذه الأمراض وأسبابها المحتملة وعلاجاتها.
- قصور الدرقية (Hypothyroidism): عندما لا ينتج الغدة الدرقية كمية كافية من هرموناتها، مما يؤدي إلى بطء عملية الأيض واضطرابات نفسية وجسدية متعددة. قد تشمل الأعراض زيادة الوزن والشعور بالبرد المستمر والإرهاق والاكتئاب. العلاج عادة ما يتضمن بدائل هرمونية مثل الليفوثيروكسين تحت إشراف طبي.
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism): يحدث هذا عندما تقوم الغدة الدرقية بإنتاج الكثير من الهرمونات، مما يسرع عمليات الجسم ويسبب فقدان وزن غير مقصود وزيادة معدل ضربات القلب والقلق. الأدوية المضادة للدرقية ومراقبة مستويات هرمون الثايروكسين تلعب دوراً رئيسياً في علاج فرط الدرقية.
- الأورام الدقيقة للغدة النخامية: غالبًا ما تكون حميدة ولكنها تستطيع التأثير سلباً على عمل الغدد الأخرى إذا كانت كبيرة بما فيه الكفاية. قد تشمل العلامات والأعراض تغيرات في الرؤية وفقدان حاسة الشم وضعف عضلات الوجه. الجراحة واستئصال الورم هما الخياران المتاحان لعلاجهما.
- متلازمة تكيس المبيض Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): حالة شائعة بين النساء تتضمن اضطرابات هرمونية يمكن أن تتسبب في ظهور كيسات صغيرة داخل المبيض وتؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وال hirsutism (نمو شعر زائد) وهشاشة العظام وحتى مقاومة الإنسولين والسمنة. رغم عدم وجود علاج واحد محدد لـ PCOS، إلا أنه يتم التركيز بشكل أساسي على إدارة الأعراض عبر تغييرات نمط الحياة والصحة الغذائية المناسبة بالإضافة للأدوية المنظمة للهرمونات عند الضرورة.
- العجز الجنسي المرتبط بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال: يُعرَف أيضاً بنقصٍ في هرمون ذكوري وهو أمر منتشر أكثر بكثير مما كان عليه سابقاً؛ وقد يشوبه ضعف جنسي وانخفاض الرغبة الجنسية وعدم القدرة على بناء كتلة عضلية كما اعتاد الرجل عليها أثناء شبابه المبكر. تعد تعويضات الهرمونات علاجا فعالاً جداً لكنه يستوجب رقابة طبية دقيقة نظرًا لاحتمالات الآثار الجانبية الخطيرة المترتبة عنه لو لم يكن هناك اتباع دقيق للإرشادات الطبية الخاصة بذلك النوع من التدخل العلاجي.
إن التحكم المنتظم بمستوى الهورمونات والحفاظ على نظام حياة صحي يساعد بتجنب مشاكل صحية كثيرة متعلقة بغدد الجسم المختلفة وكذلك تقليل خطر الإصابة بالأمراض ذات الصلة بها مستقبلاً. إن استشارة الطبيب واتخاذ الاحتياطات اللازمة أمر مهم للغاية للحصول على التشخيص والدعم المناسبين لأي شكل محتمل من أشكال اختلال وظائف الغدد االهرمونية لديكِ!