- صاحب المنشور: أنيس بن جلون
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة كل أفراد المجتمع، ويعد الأطفال أكثر الفئات تأثرًا بهذا التحول التقني. أثرت هذه الثورة الرقمية بشكل عميق على الصحة النفسية للأطفال بطرق متعددة قد تكون غير ملحوظة أو مدركة تمامًا من قبل الآباء والمعلمين. إن استخدام الأجهزة الإلكترونية والألعاب المصممة خصيصًا لهم يمكن أن يوفر فرصاً تعليمية رائعة ومسلية؛ لكنها تتضمن أيضاً تحديات كبيرة.
من الجدير بالذكر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على مشاعر الاطفال تجاه صورة الجسم والمظهر الشخصي لديهم. حيث تشكل الصور المثالية التي تروج لها الشركات والشخصيات المؤثرة عبر الإنترنت توقعات غير واقعية لدى الصغار مما يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي واحتمالات ظهور اضطرابات مثل فقدان الشهية العصابي واضطراب ما بعد الحزن. بالإضافة لذلك، الدوام أمام شاشات الهواتف الذكية والحواسيب لفترة طويلة ينجم عنه قلة النشاط البدني الذي هو أمر حاسم للنمو الجسماني والعقلي المناسب
تأثيرات أخرى
علاوة على ذلك، فإن التعرض للمحتوى العنيف والإجرام عبر الانترنت قد يساهم في خلق حالة مستمرة من القلق والخوف عند الأطفال. كما يمكن أن يعزز سلوك العدوان والإضطراب بين الرفاق إذا لم يتم مراقبته واستيعابه بشكل صحيح. ومن الناحية الاجتماعية، غالبًا ما يحل العالم الافتراضي محل التجارب الواقعية والتفاعلات الشخصية الغنية بالعلاقات الإنسانية الأصيلة والتي تعتبر عامل مهم لتطور المهارات الاجتماعية الفاعلة لدى الطفل.
على الرغم من تلك المخاطر المحتملة، هناك أيضًا جوانب إيجابية لاستخدام التكنولوجيا بشكل مدروس ومراقَب بعناية. توفر المنصات التعليمية عبر الإنترنت موارد تعليمية ثرية تساند النظام الدراسي التقليدي وتوسع آفاق المعرفة المتاحة للأجيال الجديدة. كما أنها تقدم فرصة فريدة لبناء شبكات اجتماعية وغرس مهارات حل المشكلات الأساسية والاستعداد لعالم العمل الحديث.
لحماية رفاهية أبنائنا المستقبلين، من المهم جدًا وضع حدود وإرشادات مناسبة للاستخدام الرقمي ضمن بيئتهم المنزلية ومدارسهم. وهذا يشمل تحديد ساعات عمل محدودة مع الاستمرار بممارسة الرياضة والنور الطبيعي وتوفير وقت كافٍ لقراءة الكتب وأنشطة خارج الشاشة البصرية وتعزيز الروابط الاجتماعية داخل العائلة الواحدة وخارجها.