اضطراب الوسواس القهري هو مرض نفسي يعرف بتكرار الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها والتي تؤدي بدورها إلى إجراءات قهريّة متكررة. الهدف الرئيسي للعلاج هو تخفيف حدة تلك الأعراض حتى يستطيع الشخص العيش بشكل طبيعي وآمن. بالإضافة إلى العلاج النفسي والسلوكيات المعرفية، يلعب العلاج الدوائي دوراً هاماً في تحقيق ذلك. في هذا المقال، سنتعمق في بعض الخيارات الدوائية الفعالة في إدارة الوسواس القهري.
1. مضادات الاكتئاب:
تعتبر مضادات الاكتئاب خط الدفاع الأول ضد الوسواس القهري. هناك عدة أنواع منها تشمل:
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs):* مثل سيرترالين (Zoloft) وفلوكسيتين (Prozac) وبريكستين (Paxil) وفلووكسامين (Luvox). تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ مما يساعد في التحكم بالأعراض.
مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات:* على الرغم من وجود آثار جانبية أكثر، إلا أنها قد تكون فعالة أيضاً. أحد الأمثلة الشائعة هو كلوميبرامين (Anafranil).
2. مضادات الذهان غير التقليدية:
في حالات الوسواس القهري الأكثر شدة، قد يقترح الطبيب استخدام مضادات الذهان غير التقليدية جنباً إلى جنب مع مضادات الاكتئاب. تشمل أمثلة هذه الأدوية الريسبيريدون (Risperdal)، كويتيابين (Seroquel)، أولانزابين (Zyprexa)، وزيبراسيدون (Geodon).
3. الخيارات الأخرى:
إذا لم تستجِب الحالة للأدوية التقليدية، فقد يوصَى باتباع طرق أخرى تحت الرعاية الطبية المتخصصة:
التحفيز العميق للدماغ:* وهي عملية جراحية تتضمن وضع قطبين كهربائيين للتحكم بأنماط نشاط الدماغ.
المعالجة بالموجات الكهربية العصبية:* حيث تُستخدم موجات طاقة عالية التردد لتحفيز مناطق محددة من الدماغ بناءً على نتائج الفحص التشخيصي المحوسب MRI.
التجارب السريرية:* قد يدخل المريض ضمن برنامج بحث علمي لدراسة أدوية جديدة غير مدروسة جيداً بعد ولكن لها خصائص محتملة مفيدة لحالات الوسواس القهري.
بشكل عام، يعد تحديد أفضل مسار علاجي فردياً أمر ضروري عندما يتعلق الأمر بوسواس قهري، نظرًا لأن ما يناسب شخص واحد قد لا يعمل بنفس القدر بالنسبة لأخرى بسبب اختلاف الظروف الصحية والعمر والحساسية تجاه العقاقير المختلفة وما إلى ذلك. لذا فإنه دائماً من الضروري التواصل المستمر مع فريق الرعاية الصحية للحصول على النصائح والتحديثات المناسبة أثناء رحلة التعافي الطويلة والمتواصلة.