حمى البحر المتوسط، المعروفة أيضًا باسم مرض مالتيجر، هي حالة وراثية نادرة تؤثر بشكل رئيسي على شعوب البحر الأبيض المتوسط. هذه الحالة تتميز بمجموعة من الالتهابات المتكررة التي قد تصيب مختلف مناطق الجسم بما في ذلك العظام والمفاصل والكبد والقنوات الصفراوية والأوعية الدموية.
الأعراض الرئيسية لحمى البحر المتوسط تتضمن الحمّى المستمرة وألم شديد في المفاصل والعظام. يمكن لهذه الحميات المتكررة أن تستمر لعدة أيام إلى أسابيع وقد تحدث شهرياً أو سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى أيضاً من التهاب القنوات الصفراوية مما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعيون (اليرقان) وفقدان الشهية وتعب عام.
تنتج هذه الحالات بسبب طفرة جينية تنشط جهاز المناعة بشكل غير طبيعي مما يسبب الاستجابة الالتهابية الزائدة. يتم توريثها عادة كصفة جسدية متنحية، وهذا يعني أنه يحتاج الأطفال إلى نسخة واحدة من الجين المتحور لكل منهم حتى يصبحوا مصابين بالمرض.
العلاج الرئيسي لحمى البحر المتوسط هو العلاج الوقائي باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب مثل كولشيسين أو نابتول. الغرض من هذا العلاج هو منع الهجمات المؤلمة والحد من الآثار الجانبية طويلة المدى للحالة. الرعاية الداعمة مهمة أيضا لإدارة الألم وحماية القلب والأوعية الدموية.
في حالة تشخيص الأم قبل الحمل، هناك خيارات متاحة لتقليل خطر انتقال الجينات إلى الطفل عبر تقنية ما قبل التشخيص الوراثي والإخصاب في الأنبوب مع اختفاء الجنين المصاب.
بالرغم من كون حمى البحر المتوسط حالة نادرة ومربكة، إلا أنها قابلة للإدارة بكفاءة عندما يتم التعرف عليها مبكراً ومعالجتها بشكل صحيح.