الشريان السباتيّ يعتبر واحداً من أكثر الشرايين أهميةً في جسم الإنسان وذلك بسبب دوره الحيوي في تزويد الدماغ والمناطق المحيطة به - بما في ذلك الوجه وفروة الرأس - بالتغذية اللازمة عبر دم غني بالأوكسجين والعناصر الغذائية الحيوية. ينقسم هذا الشريان الرئيس إلى جزأين رئيسيين هما الشريان السباتي الأيمن والأيسر، ويقدم أيضًا فرعين مهمَّين وهما الشريان السباتي الداخلي والخارجي.
يشكل الشريان السباتي الداخلي مصدر التغذية الرئيسية للدماغ وأجزاء أخرى داخل جمجمة رأسك كالخلايا العصبية والجهاز العصبي المركزي، بينما يقوم الشريان السباتي الخارجي بدعم الوظائف الحيوية لأنسجة وجهك وكافة مناطق فروة الرأس لديك. إن أي خلل أو تلف يحدث في مسار الشريان السباتي يمكن أن يؤدي إلى نقص إمداد الدم المؤكسج للدماغ مما يشكل خطورة صحية كبيرة.
تتنوع أمراض الشريان السباتي وتتشابه مع تلك المرتبطة بشرايين أخرى نتيجة تراكم الترسبات الكلسية أو دهنية تعرف بصمامات دوبلر والتي تعيق عملية تدفق الدم الطبيعية. ومن بين أشهر حالات مرض الشريان السباتي التهاب الشريان نفسه كعرض جانبي لحالات عدوى معينة أو اضطرابات المناعة الذاتية، وضيق فيه بشكل عام والذي عادة ما يرجع لتصلب الشرايين المزمن، إضافة لاحتمالية التعرض لنوبات فقر الدم الناتجة عن تضخم الخلايا الليمفاوية القريبة منه إذا لم يتم علاجه مبكرًا. كذلك هناك مشكلة "التهاب الشرايين الزمني"، المسؤولة عن جزء آخر من ربطته المتفرعة، وكذلك حالة نادرة تسمى متلازمة حساسية مفرطة لدى البعض عند تعرضها لإحكام شديدي خلال عمليات قص الشعر وغيرها.
العلاج هنا يأتي بعد تحديد الحالة الصحية بناءً على التشخيص الدقيق لكل موقف حيث تتضمن الجوانب الوقائية تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي محدد ومراقبة مستمرة لضغط وشراسة الدم ووظائف الغدة الدرقية والحمية قليلة الدهون وغيرها الكثير لتحسين سلامة وصحة الأوعية الدموية واستقرار جريان الدم بطريقة فعالة وسريعة لمنعه من الانحباس داخل تجاويف الشرايين والسدود الصغيرة الموجودة بخط ضخه نحو المخ.
في حالات حرجة خاصة سوف يحتاج الأمر لعناية طبية مكثفة تشمل التدخل الجراحي لاستخراج سدادة صغيرة عالقة ضمن قناة مرور الشريان باستخدام تقنية تنقيح الشريان ساباطياً واسع الانتشار عالمياً لكن بنسبة نجاح عالية جدا.