- صاحب المنشور: عاشق العلم
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور التكنولوجيا الرقمية بوتيرة متسارعة، يبرز دور الذكاء الصناعي كمحرك رئيسي لتغيير جذري في طبيعة العمل والتوجهات الوظيفية. هذا التحول الثوري يتطلب إعادة النظر في كيفية تدريب القوى العاملة الحالية والاستعداد لجيل جديد من الفرص والمهارات التي قد تتطلبها بيئة عمل مستقبلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
فيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية للذكاء الصناعي على سوق العمل المتوقع:
الأتمتة الشاملة
أحد أهم تأثيرات الذكاء الصناعي هو زيادة مستوى الأتمتة في العديد من القطاعات. يمكن لأنظمة الآلات المدربة بالذكاء الاصطناعي أداء المهام الروتينية بكفاءة أكبر وأسرع وبخطأ أقل نسبيًا مقارنة بالإنسان. هذا يعني فقدان عدد كبير من الوظائف التقليدية مثل عمليات الدفع والمراجعة المالية والإدخال البيانات وغيرها. لكن يجب التنويه إلى أنه بينما يتم إلغاء وظائف معينة، فإنها تخلق فرص أخرى جديدة تعتمد بشكل أساسي على القدرة البشرية على الابتكار والإبداع والإدارة الاستراتيجية.
ظهور تخصصات ذكاء اصطناعي جديدة
وموازاة لهذه العمليات، نشهد نموا هائلا للتخصصات المرتبطة بمجالات الذكاء الاصطناعي نفسها. فمنذ عام ٢٠١٠ زادت طلبات الجامعات الأمريكية بحوالي ١٤٦٪ لكل الفئة العمرية حول العالم بشأن البرامج الخاصة بتعلم الآلة والروبوتات والداتا ساينس وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد عام ٢٠٢٢ . هذه المجالات الجديدة ستشكل أساساً لإعادة تعريف مفاهيم التعليم العالي وكيف ينبغي تطوير مهارات الكوادر البشرية المستقبليّة بحيث تستطيع مواكبة تغيرات السوق الناجمة عن اتجاه استخدام الذكاء الاصطناعي.
تحويل التركيز نحو مهارات عالية الإضافة والقيمة
على الرغم من وجود خوف منتشر من تفشي البطالة نتيجة الأتمتة، إلا إنه عوضاً عن ذلك يشجع خبراء الاقتصاد على ضرورة تعزيز القدرات الشخصية والأكاديمية لتحقيق عائد أعلى للموظفين ذوي الخبرة الغنية والمعرفة الواسعة والمؤهل العلمي الكبير. سيحتاج المجتمع في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي أكثر فأكثر لموظفين قادرين على حل المشكلات المعقدة واتخاذ القرار واستحداث الأفكار الرائدة بالإضافة لإتقانهن لأدوات البرمجيات الحديثة مما يؤدي لصناعة منتجات مبتكرة ومبتكرة برغم كون معظم الخطوات الأولية في عملية التصميم تتم بواسطة آلات تعمل بالأتمتة جزئيًا أو كلّيًا.
لذلك ، فإن الطريق الأمثل لاستيعاب آثار ثورة الذكاء الاصطناعي يكمن فيما يلي :
1 - رفع مستوى التدريس الأكاديمي خصوصاً بالنسبة للمعارف الهندسية والفلسفية والنظرية بشكل شامل ومتعمق منذ مرحلة الدراسة الثانوية حتى الجامعية وحتى مرحلة الدكتوراة إن كان هناك حاجة لذلك.
2 – تشجيع التعلم مدى الحياة وتوفير مساحات مناسبة للحصول عليه سواء عبر المؤسسات الحكومية أم الجهات غير الربحية والتي تساعد الأشخاص الراغبون بالتفرغ لهم بأنواع مختلفة من البرامج التدريبية.
3 - توضيح الصورة لما بعد الذكاء الاصطناعي وهو العامل الإنساني الذي لا يستبدله أي نوع آخر كالتعبيرعن الذات والحب والحكمة والثقافة العامة . فهي عوامل مشتركة بين جميع الثقافات ولا تزال تبقي الإنسان صاحب الهوية الفخرة بغض النظر عن وظائفه المختلفة وما إذا كانت روتينياً بسيطة أم مؤثرة عالمياً .
