• صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
  
  ملخص النقاش:
  

  تُعدّ شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ حيث باتت هذه المنصات الرقمية مساحة واسعة للتواصل والتعلم والتفاعل بين الأفراد والجماعات. ومع ذلك، فإن لهذه الشبكات تحدياتها الفريدة التي تؤثر مباشرة على مجتمعنا العربي. أولاً وقبل كل شيء، هناك قضية الخصوصية والأمان الإلكتروني، فمع تزايد عدد المستخدمين ينمو أيضًا خطر اختراق البيانات وانتشار المعلومات الشخصية بطرق غير مُرخَّصة. وهذا يثير مخاوف بشأن السلامة الشخصية والثقة عبر الإنترنت.

ثانيًا، تُعتبر مشكلات التضليل الإعلامي أحد أهم المواضيع المرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي. غالبًا ما يتم نشر الأخبار الكاذبة بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى انتشار معلومات مضللة قد تكون لها آثار خطيرة اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا. إن قدرة الشائعات والإشاعات على الانتشار الواسع والحصول على اعتراف كبيِّر يمكن أن تهدد استقرار المجتمع وتشويه الحقائق الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير مثل هذه الشبكات على الصحة العقلية أمر يستحق الدراسة المتعمقة. فقد أدى الاعتماد الزائد عليها إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب بسبب الضغط الاجتماعي المصطنع والشعور بالغيرة مقارنة بأسلوب الحياة الذي يعرضه الآخرون.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية

على الصعيد الاقتصادي، تساهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تحفيز التجارة الإلكترونية والسوق الإعلانية العالمية. ولكن أيضاً هناك جانب سلبي وهو خلق نوع جديد من عدم المساواة الاجتماعية؛ إذ يمكن للأفراد ذات الوصول الأمثل للتقنية الاستفادة أكثر بكثير ممَّن لديهم موارد تقنية محدودة أو محدودو المهارات التقنية.

أما على المستوى الاجتماعي والعائلي، فتظهر علاقات جديدة ومستويات مختلفة من الوصل والخلاف داخل الأسر والمجتمعات المحلية. فالوقت الكبير الذي يقضيه الشباب أمام شاشات هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم قد يضعف الروابط الإنسانية وجهًا لوجه ويؤدي لحالات عزلة واضطراب اجتماعي لدى البعض منهم.

سبل التحسين والتوجيه نحو استخدام أفضل

• التوعية بمخاطر الاحتيال عبر الإنترنت وتعزيز ثقافة التعليم حول الأمن السيبراني.
• تنظيم حملات لمكافحة الأخبار الكاذبة وضمان نقل أخبار موثوق بها فقط.
• تشجيع استخدام الوسائل البديلة للتفاعل الشخصي وتعزيز العلاقات الحقيقية خارج نطاق العالم الافتراضي.