- صاحب المنشور: حفيظ اللمتوني

ملخص النقاش:
في العصر الحالي، شهدنا تحولاً درامياً في طريقة تفاعل الناس مع السياسة. وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد أدوات للتواصل الشخصي؛ بل أصبحت المنصة الرئيسية التي يتم فيها نقاش القضايا السياسية وتشكيل آراء الجمهور حول الأحداث الجارية. هذا التحول يثير العديد من الأسئلة المثيرة للنقاش حول تأثير هذه الوسائل الجديدة على الديمقراطية والرأي العام. ### الفضاء الإلكتروني كمنصة سياسية جديدة قبل ظهور الإنترنت، كان الإعلام التقليدي مثل التلفزيون والصحف هي المحرك الرئيسي لتشكيل الرأي العام. لكن اليوم، غدت مواقع التواصل الاجتماعي -وخاصة تويتر وفيسبوك ويوتيوب- حجر الزاوية في تشكيل الوعي السياسي لدى الكثيرين. يمكن لأي شخص الوصول إلى الأخبار والأفكار السياسية المتنوعة مباشرة وبشكل فوري عبر هاتفه الذكي أو الكمبيوتر الخاص به. ### قوة الشائعات والتضليل بالرغم من الإمكانيات الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الحوار المدني والمشاركة العامة، إلا أنها أيضا أرض خصبة للشائعات والتضليل. حيث يمكن نشر المعلومات المغلوطة بسرعة كبيرة وانتشارها بين ملايين الأشخاص قبل أن تتمكن المؤسسات الإعلامية المعتمدة من تصحيح الأمر. وهذا قد يؤدي إلى تشويش الحوار العام وإرباك عملية اتخاذ القرار للمواطنين والمسؤولين السياسيين. ### التأثير على التصويتات الانتخابية أثبت البحث العلمي وجود علاقة واضحة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واتجاهات التصويت خلال الانتخابات. الدراسة أجريت عام 2018 وجدت ان نسبة الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية هم أكثر احتمالا بكثير من غيرهم بالمشاركة في التصويت وأكثر تقبلا للأطراف التي يدعمها أعضاء شبكتهم الخاصة. مما يشير إلى أهميتها المحتملة كمؤشر مبكر لاتجاه الناخبين. ### دور المعلنين والحملات الدعائية مع تقدم التكنولوجيا وتحسن قدرتها على تتبع بيانات المستخدم، أصبح بإمكان الحملات السياسية المستهدفة شغل مساحة أكبر ضمن استراتيجيات التسويق عبر الانترنت. ويمكن لهذه الحملات الاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي لتحقيق مستويات عالية من التركيز والدقة عند اختيار جمهورها المرجح تأثره برسالة حملتهم الدعائية. ### التحديات والقوانين المقترحة الاعتبارات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت موضوعا رئيسيا للحوار العالمي حاليا. هناك دعوات متزايدة لإيجاد حلول تنظيمية لمنع انتشار المعلومات الخاطئة ومنع التجسس الضار واستغلال البيانات الشخصية وغيرها من المخاطر المحتملة الأخرى المرتبطة بهذا المجال الجديد نسبياً للعلاقات الحكومية-الرعايا. إن فهم طبيعة وكيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الراي العام أمر حيوي ليس فقط لفهم الماضي والحاضر ولكن أيضًا التخطيط للمستقبل وما يتعلق بحماية حقوق الأفراد داخل البيئات الرقمية المعاصرة.