- صاحب المنشور: سراج الحق السعودي
ملخص النقاش:
مع استمرار التطور التكنولوجي بوتيرة متسارعة، أصبح العالم يشهد تحولا كبيرا في جميع المجالات، ومن بينها النظام التعليمي. يفرض هذا الواقع الجديد العديد من التحديات على الأفكار والممارسات التقليدية التي اعتاد عليها المجتمع الأكاديمي لقرون طويلة. هذه التحولات ليست مجرد تغيير في الأدوات؛ بل إنها تتطلب إعادة تقييم جذرية لكيفية فهمنا للتعليم وكيف ينبغي تقديمه.
في السابق، كان التعليم يعتمد أساسا على حضور الفصول الدراسية والمحاضرات وجلسات التدريس الصفية. اليوم، مع ظهور المنصات الإلكترونية وموارد التعلم عبر الإنترنت، يمكن الطلاب الوصول إلى المعلومات والمعرفة بأوقات وأماكن مختلفة تمامًا عما كانت عليه الحال من قبل. هذه الثورة الرقمية قد غيرت نهج المعلمين نحو تصميم الدروس وتنفيذها، حيث باتوا مضطرين لاستيعاب الوسائل الجديدة والتفاعل المستمر مع تقنية المعلومات الحديثة.
كما أثرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا بشكل ملحوظ على عالم التعليم. الأنظمة الآلية قادرة الآن على تقديم تعليقات شخصية للمتعلمين بناءً على احتياجاتهم الخاصة وقدراتهم الفردية. بالإضافة لذلك، فإن استخدام البرمجيات المتخصصة يمكن أن يساهم في تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب مما يساعد المعلمين بتقديم دعم مستهدف أكثر فعالية لهؤلاء الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو الذين يتعرضون صعوبات تعلم محددة.
ومن جانب آخر، تشكل الخصوصية والأمان مخاوف كبيرة فيما يتعلق باستغلال البيانات الشخصية للأطفال والشباب خلال فترة وجودهم ضمن البيئة الرقمية للعلم والمعرفة. هناك حاجة ماسّة لتطوير السياسات والاستراتيجيات اللازمة لحماية بيانات هؤلاء الشباب والحفاظ عليها بعيدا عن أي انتهاكات محتملة.
وفي حين أنه من المهم الاستفادة القصوى مما توفره لنا وسائل الاتصال الحديثة وبرامج الكمبيوتر المتقدمة، إلا انه يوجد خطر كبير متعلق بالإفراط في الاعتماد عليها وربما التأثير السلبي المحتمل لفقدان المهارات الاجتماعية الأساسية مثل التواصل الوجهى الوجهى والعلاقات الإنسانية الوثيقة داخل نُظم التعليم التقليدية القديمة والتي تعتبر ضرورية لبناء مجتمع شامل ومتكامل اجتماعيا وفكرياً.
ولذلك فإن مهمتنا تتمثل أولويتا بتوجيه عملية الانتقال الناجحة لهذه القطاع الحيوي نحو عصر رقمى جديد يحافظ فيه الجانبان الأصيل والمعاصر لكل جوانب العملية التربوية دون انقطاع لحبال الروابط التاريخية والقيم الثقافية المرتبطة بالعادات المحلية والثوابت الوطنية لكل دولة بمفردها حتى وإن تعددت طرق عرض وصقل أفكار طلابها وفق متطلبات العصور المختلفة .