التحول الرقمي: تحديات ومكاسب للتعليم العالي العربي

لقد أحدث التحول الرقمي ثورة هائلة في مختلف المجالات، ومنها التعليم العالي. هذا الانتقال إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية يوفر فرصاً عديدة لكنه يجلب معه

  • صاحب المنشور: عيسى الهضيبي

    ملخص النقاش:
    لقد أحدث التحول الرقمي ثورة هائلة في مختلف المجالات، ومنها التعليم العالي. هذا الانتقال إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية يوفر فرصاً عديدة لكنه يجلب معه أيضاً مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى معالجة دقيقة. في هذا المقال، سنستعرض بعض الجوانب الرئيسية لهذا التحول وكيف يؤثر على المؤسسات الأكاديمية العربية.

المكاسب المحتملة

  1. زيادة الوصول والمرونة: تتيح المنصات الإلكترونية للمعرفة الوصول الفوري والمباشر لعدد أكبر من الطلاب، حتى خارج حدود الدولة التقليدية. كما توفر المرونة في الجدولة والتوقيت مما يتيح للطلاب التعلم حسب رغباتهم وأوقات فراغهم.
  1. تطوير المهارات الرقمية: يساعد دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية على تعزيز مهارات طلابنا الرقمية مثل حل المشكلات وتبادل المعلومات عبر الإنترنت. هذه القدرات ضرورية للنجاح في سوق العمل الحديث الذي يغلب عليه الطبيعة الرقمية.
  1. تحسين جودة التدريس: يمكن للأدوات التقنية الحديثة تقديم تجارب تعليمية أكثر جاذبية واستهدافًا بناءً على احتياجات كل طالب فرديًا. بالإضافة لذلك، فإنها تمكن الأساتذة من تتبع تقدم الطالب وتحليل بيانات الأداء لتوفير الدعم الشخصي عندما يكون ذلك مطلوبًا.
  1. خفض التكاليف التشغيلية: باستخدام الوسائل الرقمية، قد تستطيع الجامعات تقليل الاعتماد الكبير على البنية الأساسية الفيزيائية التقليدية، وبالتالي خفض نفقاتها العامة مما يسمح بتخصيص تلك المدخرات نحو تطوير الفصول الدراسية المستقبلية أو تحمل تكاليف البحث العلمي وغيرها من الأولويات الأخرى ذات الصلة بالتعليم.

التحديات الرئيسة

  1. القضايا المتعلقة بالتوازن بين الحضور البدني والرقمي: إن ضمان تحقيق توازن صحيح بين الأنشطة الأكاديمية عبر الانترنت والأعمال الصفية "الفعلية" يعد أمر حاسم لحماية الصحة النفسية والعاطفية لدى طلاب اليوم الذين ربما أصبحوا معتادين جدًا على التواصل الاجتماعي القائم على الشاشات الصغيرة الخاصة بأجهزتهم الذكية المحمولة.
  1. مسألة عدم المساواة الرقمية: ليس الجميع لديه القدرة على الحصول على اتصال بالإنترنت عالي السرعة أو امتلاك جهاز كمبيوتر محمول حديث قادر تمامًا لاستيعاب المواد الدراسية المعروضة رقميًا - وهذا يعني أنه حتى وإن كانت هناك موارد رقمية متاحة مجانا فقد يعيش نسبة غير صغيرة من السكان بدون فائدة منها أساسًا بسبب محدوديتها مادياً وعقلانيا لهذه الخدمة الخضراء!
  1. تأثير التكنولوجياعلى نوعية العلاقات الاجتماعية داخل الحرم الجامعي: رغم أنها تضيف طبقات جديدة من الاتصال الشبكي للعلاقات الشخصية إلا إنها قد تؤدي أيضا لنقص حجم وجاذبية الروابط الإنسانية إذا لم يتم إدارة الوقت بعناية حيث يقضي معظم الطلبة ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر بينما ينقص عدد الاجتماعات والحوارات وجهًا لوجه ضمن مساحتكم المكتسبة طويلاً والتي تجمع زملاء دراسة وصناديقه المغلق حاليا باب مغارة الكهوف الضيقة.[html]

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات