أزمة الهوية الثقافية للشباب العربي: بين التراث والحداثة والتكنولوجيا

في مجتمعنا المعاصر، يجد الشباب العربي نفسه أمام تحديات متعددة تؤثر على هويته الثقافية. هذه الأزمة تتجلى في محاولة التوازن بين تقاليد الماضي الغنية وال

- صاحب المنشور: شاهر بوزيان

ملخص النقاش:
في مجتمعنا المعاصر، يجد الشباب العربي نفسه أمام تحديات متعددة تؤثر على هويته الثقافية. هذه الأزمة تتجلى في محاولة التوازن بين تقاليد الماضي الغنية والمستقبل الحديث الذي يشكلته التقنيات المتطورة. إن فهم هذا الصراع الداخلي يتطلب استكشاف الجذور التاريخية للثقافة العربية وكيف تطورت عبر الزمن، كما يتعين علينا أيضاً النظر في دور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة في تشكيل هوية هؤلاء الشباب. ### **التراث والثقافة العربية:** تتميز الثقافة العربية بتنوع غني يعكس تاريخاً طويلًا مليئًا بالإنجازات الفكرية والأدبية والفنية العظيمة التي خلفتها الحضارات الإسلامية القديمة مثل حضارة بغداد والبغداديين الذين كانوا رواد العلم والمعرفة في العالم آنذاذاك. تتمسك العديد من الأسر والعائلات بالأخلاق والقيم الدينية المستمدة مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كجزء أساسي من تعريفهم للهوية الثقافية للعائلة أو المجتمع. ### **الحداثة والتغيير:** مع مرور الوقت، شهد العالم تغييرات جذرية أدت إلى ظهور أفكار جديدة حول المفاهيم الاجتماعية والدينية وغيرها. وقد أثرت هذه التحولات العالمية على القيم المحلية للأفراد والجماعات على حد سواء مما خلق حالة من الاضطراب بشأن المكانة المناسبة لكل منهم داخل نطاق ثقافتهم الأصلية مقارنة بالممارسات الجديدة الوافدة إليها والتي كانت تعتبر سابقا غير معتادة عليها. ### **تأثير التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية:** كما لعب الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في توثيق الروابط وتبادل الأفكار ولكن أيضا يمكن اعتبارها أحد أهم عوامل تسريع عملية الاختلاف بسبب اختلاف آراء المستخدمين المختلفين ومصادره المضللة أحياناً بل وأحيانا أخرى قد تكون مصدر رسالة مفيدة إذا تم الاستخدام بطريقة مناسبة بناءاً علي قواعد وضوابط شرعية ثابتة ومتعارف عليها منذ القدم . اليوم ، أصبح الوصول للمعلومات أكثر سهولة بكثير مقارنة بأي وقت سابق ؛ لكن ذلك جعل شبابنا عرضة للتأثيرات الخارجية المختلفة بينما ربما لم يتم تزويدهم بالمهارات اللازمة لتكوين حكم مستقل وعادل تجاه المعلومات التي تواجهونه بها. ### **حلول محتملة:** إن حل مشكلة أزمة الهوية لدى فئة الشباب العرب ليست مهمّة بسيطة ولكن هناك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتحقيق نوعٍ من التنسيق بين القديم والجديد : 1- تثقيف الأطفال والشباب بأنفسهم واجب التعلم وفهم جذوره وتعزيز ارتباطهم به قدر الإمكان وذلك بغرس روح الانتماء إليه منذ سن مبكرة حتى يكبر الطفل وهو يعي تماماً معنى الترابط فيما بينهما 2 - تقديم التعليم الديني بشكل شامل ومتطور يستوعب جميع جوانب الحياة ويُعلم كيفية مواجهة العقبات بدون مغالاة ولا تفريط ولا إفراط وفق قاعدة "لا ضرر ولا ضرار". 3 - توفير بيئة صحية رقمياً حيث يجب توجيه المواطنين نحو استخدام مواقع الانترنت والإعلام الرقمي بحكمة ومنطق وعدم ترك الأمر بلا رقابة بلا رقابة نهائية ليصبح أمر مفتوح الباب لكل شيء دون انتقاء أو فرز وهذا يؤدي لخلط المفاهيم وصعوبة الفصل بين الحقائق والمزاعم الكاذبة . وفي النهاية فإن تحقيق انسجام فعّال وخلق مساحات مشتركة يحتاج لحوار عميق وشامل وإعادة تقييم شاملة لفكرتنا العامة للإسلام وللحياة نفسها بعيون حداثوية تحترم تراثنا وتنظر للقضايا بروح عصريّة واضحة المعالم منطلقاتها الأصيلة المنبع الأساسى لها هي الشرع الإسلامي المطهر الخالي من التأويلات الباطلة المغرضة المصطنعة ذات السياقات الظرفية الخاصة بالسياق الموضوعي للاستعمال.

عبدالناصر البصري

16577 Blog indlæg

Kommentarer