- صاحب المنشور: عبد الفتاح الدكالي
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحديث، أصبح الإنترنت جزءاً أساسياً من حياة العديد من الأشخاص حول العالم، وبينهم فئة الشباب العرب. مع هذه الثورة التكنولوجية جاءت تحديات جديدة، واحدة منها هي ظاهرة التنمر الإلكتروني التي أصبحت تسبب قلقاً متزايداً بين العائلات والتربويين. هذا النوع من التنمر، الذي يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها من المنصات الرقمية، يأخذ أشكال مختلفة مثل الرسائل المسيئة أو الإساءة اللفظية أو حتى نشر الصور أو المعلومات الشخصية بطريقة هجومية.
الأسباب الرئيسية لهذا الظاهر متعددة ومترابطة. قد يعود بعض الشباب إلى شعور بالعدم الأمن أو عدم القيمة الذاتية كمحرض على القيام بتلك التصرفات العدوانية عبر الانترنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار غياب الرقابة المجتمعية والدينية عامل مساهماً آخر حيث يجد البعض أنه بالإمكان القيام بأفعال غير لائقة تحت ستار الخصوصية المتوفرة على الإنترنت.
تأثيرات التنمر الإلكتروني خطيرة وممتدة. يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة للشباب الضحية بما في ذلك الاكتئاب والخوف الشديد والخجل من المشاركة الاجتماعية. وقد يصل الأمر أيضاً إلى حالات أكثر تطرفا كتوجيه أصابع الاتهام نحو الانتحار. لذلك، فإن مكافحة هذه المشكلة تتطلب جهدًا مجتمعيًا وثقافيًا كبيرًا يشمل التربية الجيدة والقيم الأخلاقية وتعزيز الحوار المفتوح داخل الأسرة والمدرسة.
وفي نهاية المطاف، يتعين علينا جميعاً العمل معاً لإيجاد حلول فعالة تعالج هذه القضية وتضمن بيئة رقمية آمنة وقائمة على الاحترام المتبادل للجميع.