- صاحب المنشور: إسلام بن ناصر
ملخص النقاش:
مع التزايد المستمر للتأثيرات البيئية العالمية مثل ذوبان الجليد القطبي، ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير أنماط الطقس المتكررة، أصبح موضوع تغير المناخ قضية رئيسية على جدول الأعمال العالمي. العديد من العلماء والخبراء البيئيين يربطون هذه التغييرات مباشرة بتدخل الإنسان عبر الأنشطة الصناعية والتكنولوجية التي أدت إلى زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض.
هذه الغازات - والتي تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وغيرها - تحبس الحرارة القادمة من الشمس داخل الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ظاهرة تُعرف باسم "تأثير الدفيئة". ولكن بينما كانت الأرض تعاني من هذا التأثير منذ القدم بسبب الطبيعة الطبيعية للدورة الحرارية الشمسية والحركة البطيئة للصفائح الأرضية، فإن الزيادة الحديثة غير المسبوقة في تركيزات هذه الغازات يُعتبر نتيجة مباشرة للإنتاج الصناعي والسلوكيات الاستهلاكية الإنسانية.
الوقود الأحفوري، الذي يتم حرق كميات هائلة منه لتوليد الطاقة في المصانع والشركات وكذلك لأغراض النقل الشخصي، يعد أحد أكبر المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يُنتج قطع الأشجار وإزالة الغابات كميات كبيرة من الكربون المحبوس في جذوع الأشجار والأوراق. كل عام، يفقد العالم مساحات شاسعة من غطاء الغابات بسبب الزراعة والصناعة، وهو الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
إلى جانب تلك الأمور، تسبب عمليات التصنيع المختلفة والإنتاج الضخم لمنتجات متنوعة مجموعة أخرى من الانبعاثات الضارة للمناخ. مثلاً، استخراج المعادن والمعادِن يمكن أن يتضمن استخدام الوقود الأحفوري مباشرة أو توليد المزيد من الانبعاثات أثناء معالجتها واستخدامها النهائي. كما تساهم بعض المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الأدوية والبلاستيك أيضًا في رفع مستويات الغازات الدفيئة.
إن الاعتراف بأن البشر هم مصدر رئيسي لهذه التغييرات ليس دعوة للسلبية بل محاولة لإحداث تغيير نحو الأفضل. الفهم الواضح لهذا الجانب من المشكلة يشجع المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات أكثر جدية وعزم بشأن الحد من تأثير الأنشطة البشرية على النظام البيئي العالمي. إن تبني سياسات خضراء وتعزيز البحث العلمي حول تقنيات أكثر صداقة بيئياً كالتحول الكبير نحو طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد يساعد في تخفيف الآثار المدمرة المحتملة للتغير المناخي الذي نحن الآن مسؤولين عنه جزئياً.