• صاحب المنشور: زهراء المزابي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً حيوياً من حياتنا اليومية. ومع ذلك، بدأ العديد من الباحثين والمتخصصين في الصحة النفسية يدركون التأثيرات المحتملة لهذه الوسائل على الصحة العقلية، خاصة بين الشباب. يمكن تقسيم هذه الآثار إلى عدة فئات رئيسية:

1. القلق والاكتئاب: التفاعلات عبر الإنترنت قد تتسبب في زيادة مستويات القلق بسبب التعرض المستمر للانتقاد أو الهجوم الافتراضي. كما يُمكن أيضاً أنها تزيد من مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية التي ترتبط غالباً بالاكتئاب. دراسة نشرتها المجلة البريطانية لطب الأطفال عام 2020 وجدت علاقة قوية بين الاستخدام الزائد لمواقع التواصل الاجتماعي ومعدلات الاكتئاب لدى المراهقين.

1. ضغط الأداء: الضغوط التي يعاني منها الشباب لتقديم صورة مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت - والتي غالبًا ما تكون غير واقعية - قد تؤدي إلى انخفاض احترام الذات والشعور بالنقص. هذا النوع من المقارنة المستمرة مع الآخرين "الحقيقي" الذي يشعر به المستخدمون قد يؤدي إلى شعور متزايد بالحزن وعدم الرضا.

1. النوم والكفاءة الأكاديمية: الدراسات الحديثة تشير إلى وجود رابط بين النوم المضطرب واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل وقت قصير من الذهاب للنوم. بالإضافة لذلك، فإن الانشغال الدائم بوسائل التواصل الاجتماعي قد يتداخل مع الوقت الذي يجب أن يقضيه الطلاب في العمل والمذاكرة مما يؤثر سلبيا على أدائهم الأكاديمي.

1. التنمر الإلكتروني: يعد التحرش عبر الشبكة العنكبوتية شكلاً خطيراً ومتنامياً من أشكال التنمر والذي يمكن أن يساهم في حدوث اضطرابات نفسية طويلة المدى مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وفقاً لدراسة أجريت عام 2018 بواسطة جامعة كاليفورنيا بيركلي، أكثر من نصف مشاركي الدراسة الذين تعرضوا للتحرش الإلكتروني أظهروا أعراض ذهانية واضحة.

وفي حين أنه ليس كل شباب يستخدمون وسائل الإعلام الرقمية سيواجهون هذه المشاكل الصحية النفسية، إلا أنه من الواضح أن هناك حاجة ملحة لاستراتيجيات صحية أفضل للاستخدام الرقمي، سواء بالنسبة للأفراد أو المجتمع ككل. ويجب التركيز أيضاُ على تعليم الشباب كيفية التعامل بطريقة آمنة وإنشاء حدود مناسبة عند استخدام هذه المنصات للتواصل الاجتماعي. إن فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعية على الصحة العقلية الشابة هو الخطوة الأولى نحو خلق بيئة رقمية أكثر سلامة وإيجابية لكل فرد وشباب العالم بشكل خاص.