- صاحب المنشور: صبا الدرقاوي

ملخص النقاش:
لقد أحدثت ثورة الذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في العديد من الصناعات حول العالم، مما أدى إلى تغيرات جذرية في سوق العمل. بينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة ويزيد الكفاءة الإنتاجية، فهو أيضًا يجلب مخاوف بشأن فقدان الوظائف التقليدية. هذا المقال يستعرض هذه التحديات والتوقعات للمستقبل فيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. ### الأثر الحالي للذكاء الاصطناعي على الوظائف في الوقت الحاضر، بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات والأنظمة الآلية تعمل كبدائل لبعض الوظائف اليدوية البحتة أو المتكررة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الروبوتات في المصانع لتحل محل العمال البشر الذين يقومون بأعمال خط إنتاج روتينية ومتكررة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيقات البرمجيات التي تستخدم التعلم الآلي في مجالات مختلفة لتبسيط العمليات وتحسين الدقة والكفاءة. على الرغم من الفوائد الواضحة لهذه التحولات الرقمية، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى خسارة وظائف كانت تعتمد عليها شرائح كبيرة من القوى العاملة. وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "ماكنزي جلوبال" عام ٢٠١٧، فإن حوالي ١٢% من الـ٣٦٥ مليون وظيفة موجودة حالياً معرضة للإيقاف نتيجة للتطور التكنولوجي، بما فيها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ### التأثيرات المستقبلية المحتملة للذكاء الاصطناعي على الوظائف بالنظر للأمام نحو السنوات الخمسين المقبلة أو أكثر، قد يشهد العالم تغييراً هائلاً آخر في طبيعة العمل بسبب تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. هناك توقعات بأن بعض الأعمال التي تتطلب مهارات فنية معينة ستكون عرضة للتحول الرقمي أكثر فأكثر. لكن بالتوازي مع ذلك، هناك تقديرات تشير إلى خلق ملايين الفرص الجديدة المرتبطة بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي وصيانته واستخدامه بكفاءة أكبر. إن المهن التي ترتكز على الابتكار والإبداع الإنساني -مثل تصميم المنتجات والإدارة الاستراتيجية والأدوار القيادية- ليست مهددة مباشرة لأنها توفر قيمة فريدة لا تستطيع المحركات الحسابية القيام بها بنفس القدر حتى الآن. وبالتالي، فإن المهنيين الذين يمتلكون مهارات متعددة القطاعات وقادرون على فهم وفهم آليات عمل الذكاء الاصطناعي سيصبحون مطلوبين بشدة في السوق العالمية. ### كيفية مواجهة التحديات والاستعداد للمستقبل لتخفيف حدة آثار الثورة الصناعية الخامسة الناجمة عن الذكاء الاصطناعي علينا التركيز على ثلاثة جوانب رئيسية: التعليم والتدريب وإعادة التدريب؛ زيادة الوصول إلى رأس المال والمعرفة اللازمَين لإطلاق مشاريع أعمال رقمية مبتكرة؛ وإنشاء سياسات شاملة تدعم الانسجام بين جهود إعادة الانتشار الاقتصادي وأهداف الحدِّ من عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع المدني والدولي كذلك. هذه الخطوات ضرورية للمساعدة في ضمان انتقال سلس ومفيد لكل جزء من السكان العالمي أثناء دخوله عصر جديد مدعوم بمعارف وآليات ذكية مصممة خصيصاً لتقديم خدمة أفضل لأجياله القادمة!