- صاحب المنشور: فادية الزرهوني
ملخص النقاش:
يواجه قطاع التعليم في المجتمعات العربية العديد من التحديات التي تؤثر على جودة العملية التعليمية وتحدّ من قدرتها على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع. هذه التحديات تتراوح ما بين الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة والمعلمين المدربين، إلى القضايا الثقافية والاجتماعية التي تعيق الوصول إلى التعليم العالي. ومن الأهمية بمكان التعامل مع هذه التحديات لتطوير نظام تعليم قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
التحديات الرئيسية:
- الافتقار إلى البنية التحتية: يفتقر الكثير من المناطق الريفية والنائية في الدول العربية إلى المدارس والمرافق اللازمة للتعلم الفعال. هذا يؤدي إلى تفاقم فجوة الفرص بين الطلاب الذين يمكنهم الوصول إلى بيئات تعليمية حديثة ومجهزة بالتقنيات الحديثة وبين أولئك المحرومين منها. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تكون المباني القديمة غير مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية، مما يعيق عملية التدريس والتعلّم.
- قلة المعلمين المؤهلين: رغم الجهود الحكومية والدولية لتحسين نوعية التعليم، إلا أنه يوجد نقص كبير في عدد الكوادر التعليمية المؤهلة علمياً وخلقياً. هذا الوضع ينعكس سلباً على جودة العملية التعليمية ويعرقل تحقيق نتائج أفضل لطلبة المدارس.
- التحديات الثقافية والاجتماعية: هناك معتقدات وقيم اجتماعية قد تشكل عوائق أمام الحصول على التعليم، خاصة بالنسبة للإناث والشباب الوافدين وأسر ذوي الإعاقة. بعض الأسَر ترى أن العمل ضروري أكثر من الدراسة، بينما يشعر البعض الآخر بأن دور المرأة محصور داخل المنزل. كذلك فإن محدودية فرص التحاق الشباب بعائلاتهم خلال مراحل دراستهم الجامعية جعلت منهم عرضة للاستغلال الاقتصادي أو الانخراط السلبي في أعمال لا تناسب مستوياتهم الأكاديمية.
- الدعم المالي: تعد تكلفة التعليم مشكلة رئيسية لدى العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض. الرسوم الدراسية المرتفعة وعدم توفر المساعدات المالية كافيًا أمران يدفعان عدداً كبيراً من الطلبة للتوقف مبكرًا عن متابعة مساعيهما الأكاديمية رغم امتلاكها القدرة والإمكانيات الذهنية لذلك. علاوة على ذلك، يساهم انعدام الوظائف المستقبلية الآمنة بعد الانتهاء من مرحلة الدراسات الثانوية بتشجيع خيارات الأبناء تجاه التركيز على المهارات العملية بدلاً من العلم نظريا بسبب عدم وجود ضمانات بالحصول على وظيفة مناسبة وفق مؤهلاته العلمية الجديدة المحتملة.
الحلول الممكنة:
للتغلب على هذه التحديات، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
- الاستثمار في بناء مدارس جديدة وتحسين المرافق الموجودة بدمج تقنيات التعلم الرقمية الحديثة بها؛ مما يخلق بيئة محفزة وجذابة للطلاب ويضمن فعالية أعلى لأسلوب تدريس المعلّمين أيضًا.
- تطوير خطط شاملة لجذب واستقطاب أفضل المواهب المحلية والخارجية بهدف تحفيز هؤلاء الأفراد ليصبحوا معلمين باختصار مدّة فترة تأهيلهم القصوى وإعدادهم لمواجهة مختلف الظروف الصعبة التي سيلاقيها لاحقا ضمن نطاق عملهم الجديد كتدريس موضوعات معينة ربما ليست شائعة بكثرة حالياً مقارنة بالموضوعات الأكثر طلباً راهناً مثل الرياضيات والعلوم الإنسانية وما يجري طرحه حول عالم الأعمال حديثاً وغيرها الكثير... إلخ! وهذا يتطلب زيادة رواتب القطاع المعني وإنشاء برنامجا تحفيزي واسعا لفترة زمنية قصيرة نسبيًا حتى يصل المعلم المنتظر الى مستوى خبرته العملية المثلى وينطلق منه نحو مساره الناجح الذي يستهدف رفع سقف مردوده الخاص كمدرس وكذلك سمعة المؤسسات التربوية تحت اشراف اداراتها المختلفة جنباً إلي جنب . فضلا عن حاجتنا الملّحة لدعم ثقافة الأولويات القائمة علي أهميتها واحترام عمل كل شخص حسب مواقع المسؤولية الخاصة بكل فرد فيه حتى يتمكن الجميع اخيرا من القيام بأعمالهم بكفاءة عالية وبطريقة منطقية وعادله قدر الطاقة البشرية لكل عامل بدون استبعاد اَي جنس كان فهو حق مكتسب للجميع بلا